ذرة الغاب وقمح المؤتمر !!
ما تناقلته وسائل الإعلام عن إنتاج ٣٠ ألف طن ذرة في سهل الغاب يثلج الصدر أولاً ويستحق أن يكون مدخلاً للحديث عن التقصير الحكومي في دعم الفلاحين والإنتاج الزراعي على نحوٍ عام .. صحيح أننا لا نعلم حتى الآن كميات الذرة المنتجة في الرقة والتي بدأت هذا الموسم بعد جني محصول القمح لأن الذرة من الزراعات التكثيفية، ولأن المعروف تاريخياً أن إنتاج الذرة في الرقة يكون وفيراً، فهذا يجعلنا أكثر تفاؤلاً بتوفير كميات لا بأس بها من الذرة وإخراجها من فاتورة المستوردات، وتالياً توفير جزء لا بأس به من أعلاف الدواجن التي أرهقت أسعارها المربين والمستهلكين على حد سواء إضافة إلى تخفيف فاتورة استيراد الزيت النباتي .
بعد هذه المقدمة يحق لنا أن نسأل: هل قدمت الحكومة أو سهلت توفير المازوت والسماد والمبيدات؟
إذا كان الفلاح يستخدم الآبار الارتوازية للري، فهذا يعني أنه يحتاج إلى المازوت والزيوت المعدنية أو الكهرباء لتيسير عملية الري مثلا.. فهل تم ذلك؟
هل تم توفير الأسمدة والمبيدات اللازمة؟ بالتأكيد لا .. وهذا يعني أن لا منّة للحكومة بهذا الانتاج .
بعد الانتهاء من موسم حصاد القمح، وعندما أصبحنا ( بالفضا ) على «قولة» العامة، يتحدثون في وزارة الزراعة عن توافر أطنان لا تحصى من السماد ومن البذار لنكتشف أن عمليات التعاقد على بذار البطاطا لم تكتمل بعد بل إن أغلبية الفلاحين يتذكرون بكثير من الأسى ( مقلب ) أفاميا سيئ الذكر .
نقول ذلك من حرقة قلوبنا على جهد الفلاحين من جهة، وعلى أرقام المستوردات خاصة من القمح، وهذا سيكون له حديث آخر .. منذ عامين اجتهدت وزارة الزراعة فعقدت العزم، وعقدت المؤتمر الزراعي، على خلفية ذلك ظهر عام القمح وكنت من أكثر المتفائلين بنجاح الموسم .. فكان لا سماد ولا مازوت ولا إرواء .. والنتيجة عجز في فاتورة القمح تجاوزأكثر من مليون طن، وتكرر ذلك في الموسم الماضي للأسباب ذاتها السماد والمازوت وللأسف النتيجة ذاتها.. وفي الموسم القادم، نعتقد أننا سنحصد النتيجة ذاتها رغم الحديث عن أطنان السماد بأسعارها المليونية طبعاً.
ما أنتج من ذرة في سهل الغاب، وما سينتج في الرقة يجب أن يكون درساً في الزراعة، ليس على المستوى الوطني، بل على مستوى الإقليم .. الفلاح السوري ينتج الغلال، وهو مكبل بالقلة والندرة وطولة البال ..!!