الأمراض الموسمية تتصدر المشهد في المدارس.. و«الصحّة المدرسية» أمام تحدّي الاستجابة السريعة.. فهل هي مؤهّلة؟؟؟
تشرين -بارعة جمعة:
تقلبات الطقس وتفاوت النسب بين متقبلي النصائح جعلت من الأمراض الموسمية حالة متكررة بين صفوف العام الدراسي، فبعد الانتهاء من التدابير الأولية للعمل ضمن منظومة التعليم الأساسية، من تهيئة الكوادر التدريسية وتأمين لوازم العمل ضمن سياسة واحدة على مدار العام، يبرز الدور الأكبر للعناية بالصحة العامة للتلاميذ كأولوية لدى مديرية الصحة المدرسية، لاسيما وسط التبدلات السريعة في المناخ الحامل معه احتمالات العدوى والمرض بين التلاميذ أنفسهم فيما لو حمل بعضهم نوعاً من الأمراض الموسمية.
حالات مسجلة
وفي النظر لما وصلت إليه إحصائيات وزارة الصحة مؤخراً من إصابات مؤكدة بحالات الكوليرا، أوضحت مديرة الصحة المدرسية الدكتورة هتون الطواشي في تصريح خاص لـ«تشرين» أن المخاوف المنتشرة بين الأهالي وسط الأرقام الصادرة من الصحة أكبر من تقديرات الواقع الصحي للمدارس، حيث إنه وحتى الآن لم تتجاوز أعداد الإصابات المسجلة ضمن الصحة المدرسية الـ 5 إصابات إسهال مائي حاد خلال الأسبوع الحالي بينهم طالبة و4 من الكادر التدريسي، ويتم توجيههم للعزل ضمن مراكز الصحة للتأكد من سلامة المخالطين لهم، وفي حساب مؤشرات الخطورة للإصابات المتوقعة أوضحت الطواشي أن معظم الحالات المسجلة هي في حلب ودير الزور فيما تعدّ السويداء واللاذقية والحسكة الأقل عدداً بين الإصابات.
إجراءات استباقية
وللعمل على مواجهة هذه الهواجس تسعى وزارة التربية ممثلة بالصحة المدرسية على العمل ضمن خطة طوارئ صحية لمواجهة خطر الكوليرا، والتي تتضمن، حسب تصريح الطواشي، رصد الحالات والإبلاغ عنها ومن ثم تحويلها لمديريات الصحة بما فيها الصحة المدرسية، يضاف إلى ذلك متابعة المخالطين وتدريب جميع أطباء الصحة على مبدأ التعريف القياسي للمرض وآلية التعاون مع المديريات في مجال إجراء الاختبارات وتشخيص وتحويل الحالات، إضافة لتأكيدها.
حملات تثقيفية
وفي التزامن مع عملية تهيئة الكادر الصحي ضمن المدارس، تعمل المديرية على توسيع حملاتها التثقيفية في مجال الصحة العامة والاهتمام بالنظافة الشخصية، بتأكيد ضرورة تعقيم مصادر المياه والطعام، وتشديد الرقابة على البيئة المدرسية بالدرجة الأولى، من خلال تعقيم خزانات المياه المعبأة من مصادر المياه الرئيسية بمعدل مرة كل شهر، وتزويد خزانات مياه الآبار المعبأة بواسطة صهاريج بأقراص الكلور لتعقيمها، والتي تأتي وفق تصريح الطواشي بالتعاون مع المؤسسة العامة للمياه ومنظمة اليونيسيف.
وفي خطوة منها للحد من الضرر الخارجي ضمن المدارس، تعمل المديرية ضمن نظام المتابعة اليومية للمقاصف المدرسية وإغلاقها في حال إثبات أي مخالفة، والتوجه لوزارة الإدارة المحلية والبيئة بتشديد الرقابة على الباعة الجوالين لمنع وقوفهم أمام المدارس.
وفي تعقيب لمديرة الصحة المدرسية الطواشي حول انتشار إصابات القمل أوضحت استمرار رصد هذه الحالات بشكل سنوي، والتي باتت متقاربة بين المحافظات عامة، لتبقى التوعية في هذا المجال مستمرة والجهود قائمة لتأمين بخاخات لمكافحتها، وتوجيه الأهالي لمعالجتها ضمن فترة العطلة تفادياً للغياب الطويل للطالب.