ما غاب عن المهرجان!
انتهت مؤخراً فعاليات الدورة العشرين لمهرجان الثقافة الموسيقية الذي نظمته نقابة الفنانين في حمص بالتعاون مع مديرية الثقافة فيها وبالتعاون أيضاً مع شركة علوش للتجارة والمقاولات، لكننا سجلنا أكثر من غياب في هذه الدورة، كان أولها، غياب الاهتمام بالنقل المباشر لحفلات المهرجان، ربما بسبب عدم الإلمام بتاريخ هذا المهرجان الذي بدأ عام 1989 واستقطب في فعالياته قبل سنوات الحرب كلاً من الراحلين: منصور والياس الرحباني، د. رتيبة الحفني، توفيق الباشا، وجميل بشير، ومن الأحياء د. سعد الله آغا القلعة، محمد قدري دلال، زياد عجان، د. فيكتور سحاب، نوري اسكندر، وثمة أعلام آخرون تضيق المساحة بذكرهم، كما غابت مشاركة بعض الفرق التي نتمنى أن يكون غيابها مؤقتاً كفرقة «أرابيسك»، وفرقة « نادي دار الفنون» العريق، ويستمر أيضاً غياب فرقة« نادي الخيام».
لكن الأكثر غياباً رغم سعادة الجمهور وكثافته بمتابعة المهرجان كانت الأغنية السورية التي افتقدناها في برامج كل الفرق المشاركة، فحضورها الخجول والمحدود كأغنية تراثية من فلكلور بلاد الشام ضمن برنامح فرقة موزاييك، ليس كافياً، إذ كان بإمكانها كما احتفلت بـ «ميدلي» من ألحان المصريين الحديثين والمعاصرين أن تحتفل بـ «ميدلي» من ألحان السوريين المعاصرين (شاكر بريخان، عبد الفتاح سكر، أمير البزق محمد عبد الكريم، محمد محسن، معن دندشي، نجيب السراج، سعدو الذيب، وغيرهم)، كما غاب قالب «الدّور» الذي يعدّ من أكثر القوالب الغنائية طرباً عن برامج كل الفرق!
آخر ملاحظة، نسجلها على دليل المهرجان الذي جاء بهوية بصرية سيئة جداً، ونتمنى على إدارة المهرجان الاستعاضة عن طباعته بما فعلته فرقة « نوا أثر» من تعريف ببرنامج حفلتها على الشاشة الخلفية للفرقة من خلال برامج خاصة وجهاز الإسقاط، ففي رأينا المستقبل لما هو بصري وليس لما هو ورقي، ولعل ذلك يسهم في خفض تكاليفه، مع تمنياتنا للمهرجان بدورة قادمة متميزة يستحقها جمهور حمص المتابع بشغف لفعالياته.