السيناريست بتول ورد: كنتُ ومازلتُ أُعاني من فكر المنتج التجاري والمسوّق
تشرين- راما آغا:
كانت كتابة السيناريو حلمها القصي، وقد جربت الكتابة فيه في سن السابعة عشرة، حين كانت تتتلمذ على يدِ المخرجين: رضوان شاهين، ومحمد فردوس آتاسي، وكان أن كتبت عملها الأول في التاسعة عشرة من عمرها وهو نص مسلسل «صدر الباز» الذي اختلف عن أعمال البيئة الشامية في الكثير من التفاصيل، فقد استطاعت السيناريست بتول ورد تغيير نمط الكتابة للبيئة الشامية لتقدم لنا عملاً شامياً بمحورٍ درامي وبوليسي، ينطلقُ من عدة جرائم، ومن ثمّ لتكتب بعد عدة سنوات الفيلم السينمائي الإماراتي- السوري (الحاسة الرابعة)، كما قدمت عملاً درامياَ توعوياً مشتركاً في لبنان (شهر 10) هذا العام، تناول قضية سرطان الثدي.. «تشرين» التقت الكاتبة بتول ورد، وكان معها هذا الحوار السريع:
الكوميديا البعيدة
رغم تنوّع الدراما بين الكوميدي والاجتماعي والبوليسي.. غير أن الكاتبة ورد تقول: لا أُجيد كتابة الكوميديا، فهي بتقديري من أصعب أنواع الكتابة، بل أميل إلى الكتابة البوليسية والاجتماعية.
وعندما سألتها: لماذا بقيت دراما الكوميديا من الندرة بمكان، حتى إن اللافت منها بالكاد يعدّ على الأصابع؟ تُجيب: نحنُ لا نجيد صناعة الكوميديا، ومعظم الأعمال الكوميدية السورية تُقدم ضمن قالب «التهريج»، ولكن دائماً هناك استثناءات، وهذا الاستثناء نتيجة جهود جماعية، ولم يكن البطل هو الورق وحده.
وعلى ما يرى البعض من أن الدراما السورية غاصت كثيراً في تفاصيل الواقع حتى نافست التحقيقات الصحفية، ما أبعدها –في رأيهم – عن المتعة؟ تُجيب ورد: إنّ من أهم أوجه الدراما هو انعكاس الواقع فيها إلى حدٍّ بعيد، أي لا يمكننا الوجود في سورية ومشاهدة عمل درامي سوري، ومن ثمّ نقوم باستخلاص الشخصيات والأحداث من عالمٍ آخر، ولتصديق مثل هذه الدراما؛ يجب أن تُلامس الواقع، ولا تبتعد عنه كثيراً.
البيئة الشامية
أما عن الاتهامات التي تدور حول بعض الكُتّاب من إنهم لم ينجحوا في كتابة أعمال البيئة الشامية، لأن أكثر هذه الأعمال لم تحمل واقع هذه البيئة الحقيقي، فتُجيب: «البيئة الشامية»، هي بيئة ضمن زمن ومكان محددين، ومن ثمّ فهي قابلة أن تحمل أي حكاية يتخيلها الكاتب، لكنها لابد من أن تأتي ضمن ضوابط وشروط الموروث الشعبي المحدد بالزمان والمكان.. وأما إن كانت هذه الدراما استنفدت مقولاتها، فتذكر: كما إننا اليوم لا نستطيع إلغاء أو تهميش الكوميديا، أو الأعمال الاجتماعية، كذلك الأمر بالنسبة لدراما البيئة الشامية، وهي متابعة عربياً، فأين الضرر من وجودها، وتالياً أعود وأكرر هي بيئة نستطيع تقديم العديد فيها من الحكايات لكن ضمن ضوابط.
عقبات وظواهر
أما عن أبرز العقبات التي واجهتها في مجال كتابة السيناريو منذ بداية مسيرتها الفنية، فتذكر: كنتُ ومازلتُ أُعاني من فكر المنتج التجاري ومن التسويق.. أما عن رأيها في الدراما العربية المشتركة من حيث الإيجابيات والسلبيات، وما أبرز الصعوبات التي يتعرض لها الكاتب عند كتابة أي عمل درامي عربي مشترك؟ فتذكر: الأعمال الدرامية المشتركة لها خصوصيتها، وهي مطلوبة في المحطات العربية الكبرى، وهدفها الأول جذب شريحة كبيرة من الجمهور عربياً، لكن مسار هذه الأعمال على الأغلب يكون بعيداً عن الواقع العربي من حيث المضمون، وعلى الأغلب تكون «مجهولة الهوية»، ثم إنها تبدو «مشوّهة الملامح»، والشيء الذي يتعرّض لهُ الكاتب عند كتابة عمل عربي مشترك؛ هو أنهُ قد لا يلامسُ ما يكتبُه، لكونه يكتب عن بيئة وشخصيات مختلفة عن بيئته، ويكون المسلسل «بزنس» ليس أكثر من ذلك، وإن كان هناك استثناء؛ فلوجود بعض الأعمال التي كان لها أثر كبير من خلال تقديم مادة متنوعة من الثقافات.. أما عن أهم القضايا التي ترغب في الحديث عنها، وتسليط الضوء عليها؟ فتجيب بتول ورد: إنها تحرص على التحريض على الحب بمختلف الوسائل، لأننا بحاجة إليه كي نتعافى.
مع المخرج
وعن إشكالية تعديل نص الكاتب من قبل المخرج، أو بعض الممثلين من دون الرجوع للكاتب، وأمر الجدال فيه، وإن كان حصل معها مثل هذا الإشكال، تذكر: نعم حصل مثل هذا الأمر، وأنا أرى إذا كان التعديل يخدم العمل فلمَ لا؟! ولكن ما حصل معي هو «التشويه» للأسف، وهذه الحادثة تتكرر فعلياً مع الكثير من الكُتاب.
وأخيراً ، عن الهدف الذي تطمح إليه في الدراما السورية، تقول: لا أطمح لامتلاك العديد من الأعمال في رصيدي، بقدر ما أطمح لـعمل ذي أثر حقيقي كالتغريبة الفلسطينية، والفصول الأربعة، ومرايا.. وأما ما تُحضّر له هذه الأيام: فهو عمل درامي قصير يتألف من عشر حلقات، ويندرج في إطار الأعمال الدرامية البوليسية النفسية.