اغسلوا قلوبكم..!!
مع أن المناسبة يحتفل فيها العالم كل سنة وقد مضى عليها أعوام وأعوام, ومع ذلك لايزال البعض يبتسم مع إشارة استفهام كبيرة حين ذكر اليوم العالمي لغسل اليدين, ويبقى السؤال: هل هناك من لا يعرف كيف يغسل يديه؟!
في كل عام نتمنى أن تكون هناك دعوة لغسل القلوب وليتها تنتشر كعدوى, فالحرب التي مرّت على بلادنا وما يعانيه المواطن كل يوم من فقر وعوز وقرارات يراها بعيدة عن مصلحته, تحتاج شحذ الهمم بدلاً من قول: “يا ليت ولعل”,وما يحدث من تبادل تحمل المسؤولية وتجريب القرارات على الناس التي باتت أزماتها تتوالى في ظل غياب الحلول, يعتقد جازماً أن الخبرات الاقتصادية التي يمكن أن تسهم بحلول تعيد الأمل قد ولت إلى غير رجعة !!
غسل يدين أم قلوب؟ النتيجة واحدة وهي ثقافة النظافة في السلوك والعمل ويقظة الضمير, وأن يكون كل مسؤول قلبه على الناس لا ظهره لهم, وحين لا تتحقق تلك الأمنيات يمكن أن نغسل أيدينا من كل الوعود ونقول على الدنيا السلام !!
وما بين غسيل وتطهير نسأل: أين الوزارة المعنية بحماية المستهلك من جنون الأسعار؟ وهل تابعت ما حدث بعد قراراتها أم إنها أيضاً غسلت يديها من جشع التجار والباعة؟ ولم يعد بالإمكان أحسن مما كان؟
بصراحة المواطن ليس بحاجة لمناسبة عالمية تذكره بضرورة غسل يديه, لأنه على مدار اليوم يغسل يديه من تصريحات ووعود بمثابة مهدئات فاقدة الفعالية, خاصة أنه يعيش دوامة غليان الأسعار في احتياجاته الأساسية, ويحاول أن يقاوم الاستغلال بحرقة قلب وقهر ولكن حيتان الأسواق والقرارات غير المدروسة دائماً له بالمرصاد !!
حتى نحن أهل الصحافة متهمون بتكرار أقوالنا من دون استجابة ولا حتى بارقة أمل, حتى صرنا نغسل أيدينا من أحلامنا وأحلام الناس على مدار الساعة, ومع ذلك هي دعوة لإعادة بناء الوطن الذي نحب ونعشق, هي دعوة لغسل القلوب بالمحبة والرحمة ولتكن البداية من تجار الأسواق..