لقطات

أعلنت وزارة الثقافة في 3 تموز الماضي أسماء الذين منحتهم جائزتها التقديرية وهم الأساتذة: المسرحي فرحان بلبل (في مجال الأدب)، الفنان التشكيلي د. محمد غنوم (في مجال الفنون)، د. فايز الداية (في مجال النقد والدراسات)، وسررنا بمنح تلك الأسماء هذه الجائزة، كما سرّ من منحت لهم وعبّروا عن ذلك بتصريحات صحفية، لكن حتى يومنا هذا لم تدع الوزارة إلى حفلٍ لتسليمهم تلك الجائزة، مع إن الفائزين ينتظرون حفلاً يكرمهم في دمشق وتغطية إعلامية تسلط الضوء على إنجازاتهم التي استحقوا عليها الجائزة. فلماذا غاب عن الوزارة استغلال معرض الكتاب السوري الذي تقام فعالياته هذه الأيام لتقديم الجائزة لهم، وتكرّسه تقليداً دائماً؟
2
إن كان يحق لأي دار نشر حديثة أو قديمة أن تُحْدِثَ مسابقات لبعض الأجناس الأدبية، وأن تقيم احتفالات خاصة بتوزيعها، كدليل وعي بأهمية المسابقات والجوائز في تحفيز الأدباء على العطاء، كما يحق لها تسميتها وفق مشيئة مالك الدار، إلّا أن ما لا يحق لها أن تُحْدِثَ جائزة تحمل الاسم ذاته لجائزة تمنحها وزارة الثقافة وهي الجائزة التقديرية! فهذا ما فعلته مؤخراً الدار الحديثة العهد دار “توتول”، ولم تكن موفقةً في هذا التوجّه لأن ذلك سيُحدثُ لبساً في تناول الأخبار عن الأدباء الذين مُنحوا هذه الجائزة، وسيتم الخلط بينهم وبين الأسماء التي مُنحت لهم من وزارة الثقافة، التي يفترض أن تنبههم إلى ضرورة تغيير اسم الجائزة لأنها وحدها كما في كل الدول الجديرة فقط بمنح هذه الجائزة.
3
يلاحظ أن كثيراً من الذين يكتبون مقالات نقدية من السوريين، عندما يذكرون بعض أسماء الأدباء كشاهد على مسألة يقاربونها في المعالجة، سواء كانت من ضمن المقومات الفكرية، أو المقومات الفنية، لهذا الجنس الأدبي أو ذاك، تأتي الأسماء مقصورة على ثلاث دول كحد أقصى ( سورية، مصر، العراق)، فيغيب حتى لبنان الأقرب إلينا فتُستثنى تجارب أهم الأدباء فيه، ولا نجد حضوراً لأي اسم تونسي أو جزائري، أو مغاربي، أو سوداني، أو إماراتي، ما يكشف أن هؤلاء قراءاتهم مقتصرة على تجارب أدبية لدول ثلاث فقط، وتالياً أن ثقافتهم محدودة ومقاربتهم النقدية غير موضوعية على الإطلاق!

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار