من بلادي .. النسر السوري .. ملك العقبان وإمبراطور الطيور
ليس وهماً كما في أسطورة طائر الفينيق أو العنقاء، بل حقيقةٌ دامغةٌ كما في حياة التجدد، ذلك هو النسر السوري، والذي كلما اشتدت عليه الأيام ينفض ريشه القديم ويشحذ منقاره ومخالبه، فيعيد قوته وعظمته من جديد ليكون رمزاً لاستدامة الحياة، وهذا هو السر الذي اكتشفه السوريون منذ آلاف السنين، فجعلهم يتخذون النسر شعاراً لهم، يحملونه معهم إلى روما وبيزنطة، ليكون فيما بعد رمزاً لجميع حضارات العالم.
النسر السوري ملك الطيور، اتُخذت من صفاته قصص رائعة امتزجت فيها الحقيقة بالأسطورة، ليصبح النسر السوري رمزاً وشعاراً وملهماً في الأدب والفن.
ولأن من صفات النسر القوة والعيش حراً في السماء، فقد ارتبط بتراثنا الزاخر، إلا أننا وللأسف الشديد لم نُعر اهتماماً كبيراً لذلك الطائر الحي، الذي لا يزال ومنذ عشرات الآلاف من السنين يطير في سمائنا محلقاً، يحاول أن يثبت لنا ما أمكنه أنه قادر على البقاء يتحدى الانقراض.
الجدير بالذكر أن مخاطر عديدة تواجه طائر النسر السوري، منها تخريب الموائل الطبيعية المناسبة لنموه وتكاثره، والصيد الجائر والعشوائي، حيث يستخدم أكثر الأحيان للتحنيط، إضافة إلى عدم وجود قانون أو تشريع ينظم عملية الإتجار بالكائنات الحية البرية و عدم تطبيق قانون منع الصيد.