مدارسنا قيد تعميم!!
ما بين الكورونا والكوليرا ثمة هواجس تؤرق الأهالي بالكثير من القضايا المتعلقة بأبنائهم, منها سلامة المياه والنظافة وحتى التهوية الجيدة ضمن القاعات.
مع بداية كل عام دراسي وكعادتها تصدر وزارة التربية تعليماتها بما يعزز الواقع الصحي للطلاب, واتخاذ الإجراءات المتعلقة في مجال مكافحة الأمراض السارية منعاً لانتشارها خاصة الإسهالات الحادة, ولا تنسى وزارة التربية الإشارة إلى الندوات والمقاصف المنتشرة في المدارس للتأكد من صلاحية الأغذية المقدمة ومدى نظافتها ومطابقتها للشروط الصحية.
طبعاً تلك التوجيهات لا بدّ منها, ولكن من يتابع ومن يراقب ومن يضمن تنفيذ التعميم؟ وكأن دور وزارة التربية إصدار التعميم لذر الرماد في العيون وكفى!! ثم إن ما يقال عن ضرورة استبدال خزانات المياه أو حتى تعقيمها, وتنظيف دورات المياه وتأمين المياه الصالحة للشرب, كان من المفترض أن تكون هناك حملة واسعة قبل افتتاح المدارس ضماناً لصحة الطلاب, لكن ما يحدث أن الوضع يبقى كما هو, فالكثير من المدارس يغيب عنها التعقيم وخاصة في دورات المياه وتبقى النظافة في حدودها الدنيا, أيضاً المتابعة غائبة أمام المدارس مع انتشار الباعة والأطعمة المتنوعة التي تفتقد أدنى شروط الصحة, فهل الحصول على الصحة وسلامة البيئة المحيطة بالطلاب أمر صعب ومستحيل؟
مشكلتنا أننا نستخف بموضوع خزانات المياه ونظافتها, وانعكاس ذلك على نوعية المياه وسلامتها, وما يمكن أن يحدث من علاقة بين تلوث مياه الشرب وبين الأمراض المعوية التي يمكن أن تصيب الطلاب نتيجة الطفيليات والطحالب والأتربة, والأمر لا يقف هنا بل يتعداه إلى نظافة الصنابير وصولاً إلى كل ما يمكن أن يلمسه الطلاب بأيديهم, وهذا يحتاج حملة توعية كبيرة, و متابعة جادة وحقيقية بعيداً عن بضعة تعاميم مصيرها الأدراج والنسيان.
باختصار؛ نحن بحاجة إلى نشر مفهوم ثقافة النظافة في مدارسنا, وهذا لا يقل أهمية عن التعليم والدروس, وبحاجة أكثر إلى مراقبة ما يصدر من تعليمات بشأن نظافة الغذاء والماء, فليست كل المدارس بنجوم خمسة!