الإصغاء للأبناء يبلور فكرهم
الأب: حسن سليمان الطبرة
الشباب طاقة وحيوية، وهم في الأسرة كأغصان الزيتون، يعطون الشجرة حيوية وجمالاً، وبالتالي استمرارَ عطاءٍ، من هنا تنبثق أهمية الأسرة التي يشكّل الأبناء حجارتها، ويشكّل الأب والأم دعامة بناء هذه الحجارة، ووضعها في مكانها المناسب.
لذا نجد الأبوين في الأسرة العربية السورية يبنيان بيتهما مضحِّين بكلّ شيء من أجل تنشئة وإسعاد أبنائهما.
فالأسرة إذاً هي «بيت الله الأول» إذ يتعلّم النشء المُثُل والقيم من دون كتب، بل يستقونها من تصرّفات الأب والأم، يلتزمون بما يتعلّمون منهما من تقاليد وحياة اجتماعية طوال حياتهم، ويورثونها للأجيال اللاحقة.
ولا ننسى قول الأديب والشاعر العالمي «جبران خليل جبران في كتابه «النبي»: «أولادكم ليسوا لكم، أبناؤكم أبناء الحياة»، لذا فإن للأبناء دعواهم ورسالتهم ما يستوجب وجود فصل بين الأجيال في تاريخ البشر.
فإذا أعطينا أبناءنا القيمة اللازمة لتنشئتهم نجدهم «معلمين» لنا في كثير من الأوقات، لكونهم آلة تسجيل دقيقة، ينقلون العاطفة الصافية الناتجة عن قلوب نقية، فبقدر ما نعطيهم القيمة الواجبة ونشعرهم بوجودهم وأهميتهم مكرّمين ومشجّعين إياهم ، نحصد ثماراً غنية، من بناء المجتمع السليم الذي يضمن سلامة مستقبل الوطن.
فالنشء «طفلاً ويافعاً وشاباً» يرى ويقيّم.. من هنا تبرز أهمية إقامة الحوار البيتي، وسؤال النشء عن نهاره ووقته، ومدرسته وعلمه، والوقوف باهتمام شديد على أدقّ التفاصيل في حياتهم.
بذلك تكون الأسرة قد ساهمت في تعزيز قدرة أبنائها ومساعدتهم في التمييز والقدرة على الانطلاق والثبات وتمييز الغثّ من السمين في الحياة.
من هنا تبرز أهمية الإصغاء للأبناء في الأسرة فإنها ليست ضياع وقت، بل تأسيس لمتابعة الجهات التربوية والتثقيفية من مدارس ومنظمات متعددة في متابعة إعداد النشء ومساعدتهم، وذلك بهدف بلورة قدراتهم وتوجيهها الوجهة الصحيحة من خلال إعطائهم معنى لحياتهم وإيجاد الحلول لمسبّبات المشكلات التي تعترضهم، ومرافقتهم، وإشعارهم بتحسّس وأهمية دورهم في بناء المجتمع.
فالوالدان هم المثال من خلال إعداد أولئك التربويين والمثقفين روحياً واجتماعياً وأخلاقياً.