التدفئة الآمنة
أزمة المحروقات بسبب الحصار، وبعض ضعاف النفوس من نشطاء السوق السوداء، تحرم العديد من الأسر من حاجتهم للتدفئة في فصل الشتاء الماضي، وهذا العام يبدو أن الأسباب ذاتها تتحكم بالاحتياجات الفعلية للأسر السورية، يضاف إليها غلاء سعر المادة من مازوت وغاز وغيرها.
طبعاً هناك مخصصات مدعومة للبعض، لكنها لا تكفي أكثر من أسبوع في أجواء الشتاء الباردة، الأمر الذي يجبر المواطن على شراء حاجته من السوق السوداء بأسعار مرتفعه إن استطاع الى ذلك سبيلاً، أي إذا كان مقتدراً، وإذا لم يكن لديه المال الكافي، وهم الأكثرية من عامة الشعب في ظل غلاء معيشة تفوق طاقة الجميع، إذا لم يكن لديه مال يلجأ إلى تأمين طاقة تدفئة بديلة سواء من الحطب أو غيره، وحالياً ابتدع التجار وسائل تدفئه أخرى يتم الترويج لها، وهي مدفأة الكحول (السبيرتو المعقم أو كحول صناعي خاص ربما)، إضافة إلى مدفأة الغاز ومدفأة الكاز وغيرها، التي تعرِّض حياة البعض لخطر حقيقي من نشوب حرائق- لا قدّر الله.
حتى إن هناك حرائق حدثت بسبب ماس كهربائي وأودت بحياة أبرياء خاصة بالمناطق العشوائية حيث يضطر البعض للتعدي على الشبكة، أي إن الاختناقات التي تحصل بسبب شح مادة المازوت فتحت الباب أمام التجار لتسويق منتجات بديلة لكنها غير آمنة مثل مدفأة الكحول، وهنا نؤكد على دور التوعية للمواطنين بالحذر، كما نؤكد على الجهات الرقابية المختصة توافر عامل الأمان لمثل هذه المدافىء التي دخلت حديثاً الأسواق.
والأهم هو السعي الحثيث من قبل الجهات الحكومية لتأمين حاجة السوق الفعلية من مادة مازوت التدفئة، مع زيادة مخصصات كل أسرة كما كانت سابقاً ٢٠٠ ليتر كحد أدنى، للوقاية من برد الشتاء، ووفق الأرصاد الفلكية فإن هذا الشتاء سيكون قاسيا،ً وربما تتساقط الثلوج، أي إن تأمين التدفئة حاجة ضرورية خاصة للأطفال والشيوخ والمرضى، وحتى لا يتم تعريض الأسر لمخاطر التدفئة البديلة المبتكرة حديثاً.
وللعلم؛ الموسم الماضي أسٌرعديدة لم تحصل على مخصصاتها، ونشطت السوق السوداء (سوّد الله عيشة تجارها وعيشة من يغض النظر عنهم أو يساعدهم).
الى الجهات المعنية نقول: وصلت رسالة تم حجز دور تدفئة للبعض، نأمل أن يتم الإسراع بالتوزيع ليحصل الجميع على مخصصاتهم،
ويكفي المواطن غلاء أسعار و و و الخ.. من حقه أن يحصل على مخصصاته من مادة التدفئة بأسعار تناسب دخله، وليس بأسعار وفق الأسواق العالمية، وبوصلة التجار في السوق السوداء؟؟؟.