لقطات
1
جميل جداً أن ترى الأسماء الإبداعية في بلدك على طوابع تذكارية تصدرها مؤسسة البريد كمثل الطابع الذي رأيناه منذ أيام وفيه بورتريه للفنان التشكيلي الراحل “فاتح المدرس” أحد مؤسسي الفن التشكيلي المعاصر في سورية، والذي جاء بمناسبة مرور الذكرى المئوية على ميلاده (1922- 2022 ). وكذلك شهدنا في فترات سابقة طوابع تذكارية للوحات تشكيلية لبعض الفنانين السوريين، وبورتريهات لمفكرين وأدباء راحلين أيضاً، يصعب علينا استحضار جلّ الأسماء، أصدرتها مؤسسة البريد بالتعاون مع وزارات عدة كالثقافة والسياحة ونقابة الفنانين واتحاد التشكيليين، وهو تقليد جميل في تكريم لائق بالمبدعين السوريين، وقد يكون له في خطوات قادمة تجسيدات أخرى، ربما بفائدة مالية تعود على ورثة المبدعين.
2
يَخشى بعض الأدباء والأساتذة الجامعيين، من جيلٍ لا يزال فتياً، أن يصل بهم الأمر لاحقاً إلى الحدّ الذي يرون فيه ما وصل إليه بعض من سبقهم من جيل الأساتذة والمبدعين الكبار سناً وتجربة. إذ يخشون ألا يتقبلوا سوى المديح والحديث عن أنفسهم والمغالاة بتوصيف أي اهتمام تقدمه هذه الهيئة الثقافية أو تلك لهم في هذا المهرجان أو ذلك المؤتمر، رغم عادية هذا الاهتمام الذي هو أقل ما يمكن، وتقتضيه أصول الترحيب بالمشاركين بأي نشاط ثقافي، وهو ليس خاصاً بهم. يخشون ذلك متسائلين: هل سنمسي مثلهم، وهل التقدم بالعمر وراء الوقوع ببئر النرجسية؟!
3
تعمد معظم الهيئات الثقافية بشقيها الحكومي والأهلي، إلى تقديم أنشطة ثقافية متنوعة، بغية إرضاء معظم شرائح المتلقين المتابعين للأنشطة الثقافية، لكن القاسم المشترك بينها هو الكمّ، من دون الانتباه إلى ضرورة الاكتفاء بالنوع، فليس مهماً أن نقيم كل أسبوع نشاطاً أو أكثر، بل الأهم ما الجديد والمفيد في هذا النشاط. كما أن ثمة قاسماً مشتركاً آخر بينها، وهو التماثل في الأنشطة، فحتى الآن لا نشاط لهيئة ثقافية ما، يتميّز بجنس محدد فقط من الأنشطة، كالأماسي القصصية مثلاً، أو المحاضرات الفكرية، أو الندوات الأدبية التي تتناول إصدارات الهيئة العامة السورية للكتاب، أو إصدارات اتحاد الكتّاب العرب، أو غير ذلك من الأنشطة، فهل نشهد قريباً مثل هذا التوجه لهيئة ما؟