الاحتماء بالنص
في مشروعه الإبداعي الذي أطلق عليه (قصائد) وأحيته أوركسترا البيت العربي في اللاذقية؛ يؤكد الموسيقي والشاعر مروان دريباتي؛ أن البناء الموسيقي والغنائي الذي قام عليه هذا الحفل؛ كان على قصائد من أشعار السوريين: أدونيس وصقر عليشي، أما دافعه لاعتماد الشعر في عملٍ موسيقي ضخم كهذا؛ فكان بسبب الحاجة التي أمست اليوم ضرورية للعودة للكلمة الشعرية الجميلة، وذلك بسبب هذه الأمسية الثقافية والأدبية بأهمية القصيدة في الأعمال الإبداعية، ومن هنا يأتي مشروع (قصائد) لرفع مستوى الكلمة في الأغنية السورية، والاحتماء بالشعر السوري لتعميق الثقافة المنتمية..
وبهذا العمل الشعري الموسيقي والغنائي؛ فإنّ أوركسترا البيت العربي في اللاذقية – تأسست سنة 2010م – تدخل لأول مرة حقل التأليف والتوزيع الموسيقي، بعد أن قدمت خلال السنوات الماضية الكثير من كلاسيكيات الموسيقا العربية والعالمية.
وإذا كان الموسيقي دريباتي يدعو للاحتماء بالشعر لإنقاذ الأغنية من هذه الوحول التي غرقت فيها، فلأنّ أولى عجلاتها –الأغنية– التي غرزت بذلك الوحل كانت الكلمات، ومن ثم لا مجال لإخراجها بغير رافعة القصيدة.. وحكاية الاحتماء بالشعر لإنقاذ الأغنية الذي يدعو إليه دريباتي؛ هي حاجة ليست لرفع مستوى الأغنية وحسب، بل تبدو اليوم حاجة للاحتماء بالأدب على تنوع نتاجاته لإنقاذ مختلف الفنون البصرية، فالدراما التلفزيونية وبعد عشرات الانتكاسات التي أصابتها في المواسم الماضية؛ تبدو هي أيضاً بحاجة للاحتماء بالرواية، وبالرواية السورية على وجه التحديد، فقد أوقعت الندرة في النص الذي يقع عليه عبء التنويع في الدراما السورية وكأنّ هذه الدراما تخرج من محترف واحد ميزته التماثل، وكما هو معروف، فإذا كانت الصورة هي الحامل في السينما، وعلى الخشبة يكون الحوار هو الحامل الأول للعرض المسرحي، فإن الحامل الأساسي في الدراما التلفزيونية هو النص..
وهنا نذكر إنّ الانعطافة الأهم في تاريخ الدراما السورية، كانت مع (نهاية رجل شجاع) المأخوذ عن رواية لحنا مينة، فقد توفر لهذا العمل: سيناريست من الطراز الرفيع، ومخرج بقدرات إخراجية عالية، وأقصد حسن م. يوسف، ونجدة أنزور، لكن مثل هذا الإنجاز لم يستمر طويلاً، ولم يكن المتلقي قد استطاب العيش عند أبواب الحارة، وبتقديري إنّ الرواية تستطيع توفير نصوص جيدة للعمل الدرامي، فهي تمنح الدراما تنويعاً تفتقر إليه، ومن جهة أخرى تفتحها على آفاق جديدة هي مختلفة عنها.
هامش:
أنظرُ
في عينيكِ؛
أتأملُ نفسي
زيتونةً تتجدرُ فيكِ،
أو
غصنُ صفصافةً
يتدلى
في وجنتيكِ المائيتين..