لقطات

1
تجد بعض الذين يستعرضون آراءهم عقب المحاضرات يلقون بها وكأنهم يتحدثون عن نشاط آخر لا علاقة له بصلب ما استمعوا إليه.
فأحد هؤلاء عقّب على ناقدة وأستاذة جامعية بالقول إنها لم تنطق الحروف اللثوية بشكل صحيح، ما جعلنا نراجع أنفسنا إن كنا نصغي لبرنامج غنائي ولم ننتبه! قال ملاحظته من دون أن يأخذ بعين الاعتبار أنه ليس بالضرورة أن يتمتع كل محاضر أو محاضرة بقدرات فن الإلقاء، ناهيك بأن الظرف الصحي أحد المؤثرات على صوت أي إنسان، فلا يجوز لأحد الاعتراض على هذه المسألة، إذ يكفي من ألقى المحاضرة التزامه تقديمها بموعدها رغم أن الاعتذار عنها ليس صعباً ومتاحاً، والأهم جوهرها الثمين.
2
بعض الذين يشتغلون في أكثر من مجال إبداعي، ولم يتميزوا بعد في مجال ما، يحاولون في جلساتهم الخاصة مع الأصدقاء التباهي بآراء هي ليست لهم، بل اطلعوا عليها في مقالات لكتّاب غير موضوعيين مفادها أن تجربة هذا الأديب أو ذاك هي أقل بكثير من المكانة التي يقدرونه عليها معظم النقاد والأدباء والقرّاء، وعندما تستنكر ما نطقوا به وتستعرض أمامهم بعض الأفكار التي تثبت القيمة الأدبية لهذا الاسم أو ذاك، وما الذي حققوه من إضافة في الجنس الأدبي الذي أبدعوا فيه، ناهيك بأن سألتهم عن بعض كتب هذا الأديب أو ذاك تجدهم يتلعثمون كاشفين جهلهم بها، فيهربون للصمت وكأنهم يعرفون حجمهم الطبيعي الذي لا يؤهلهم لشيء!
3
يتوهم بعض الذين ينضمون لاتحاد الكتّاب العرب، من دون معرفة بحقوقهم أو بواجباتهم، أن انتسابهم له سيعطيهم صك الإبداع والفرادة، وهذا بالطبع ليس صحيحاً ولا دقيقاً.
فالكاتب غير المبدع لن يتحقق له ذلك حتى لو انتمى إلى أهم مؤسسة دولية تعنى بالأدب والإبداع. فمن الضروري إذاً أن يعرفوا ما الذي يجب أن يحققه في سنة الترشيح للعضوية، من مشاركات في أنشطة، وإن كان يحق له حضور ومتابعة أنشطة الجمعية المخصصة للجنس الأدبي الذي يكتب فيه، ومتى يحق له أن يتقدم بطباعة كتابة، وأي اشتراكات سيدفعها للمجلات التي يصدرها اتحاد الكتاب، ومتى يحق له الترشّح لمكتب هيئة الفرع الذي يتبع له، ومتى يحق له الانتخاب.
إلاّ أنك تجد هؤلاء يعترضون ويتهمون الأعضاء السابقين، بالتقصير من دون وجه حق، لمجرد الإدانة، مع إن المنطق يفيد أن يتعلموا منهم.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار