“الكرزون” عندما يكون بطل الحكاية مستتراً خلف ستار الموت!
ميسون شباني
قد يبدو الاسم غريباً للوهلة الأولى “الكرزون” الكلمة ليست متداولة أو شائعة رغم أنها عربية فصحى، ولا يخطر ببال المرء أن هذا الاسم هو عنوان لعمل درامي يصور حالياً.. تبدأ تفاصيله مع انفجار ميناء بيروت عام 2020، لتنسج قصة رجل الأعمال “عدنان بيك” الذي يختار أن يكون الكرزون بطل الحكاية..
العمل الذي كتب نصه مروان قاووق ورنيم عودة وأخرجه رشاد كوكش، ضم نخبة من الفنانين السوريين منهم: أسامة الروماني، فراس إبراهيم، عبير شمس الدين، عامر علي، ليث المفتي، يزن السيد، نور علي، فاتح سلمان، ليليا الأطرش، وفاء موصللي، علي كريم، مها المصري.. وغيرهم وهو من إنتاج أفاميا للإنتاج والتوزيع الفني.
“تشرين” زارت موقع تصوير العمل والتقت بعض أبطاله..
الورق قد لا يشبه الرؤية الإخراجية
المخرج كوكش أكد أن الكرزون كلمة عربية فصيحة وتعني الرجل المختفي برغبته والمستتر، وقال: العمل يمتد حوالي 31 حلقة كتب أحداثه كلٌّ من مروان قاووق ورنيم عودة، عتبة أحداثه تبدأ بعد انفجار ميناء بيروت من خلال رجل الأعمال “عدنان” الذي يبتدع فكرة الاختفاء والمراقبة عن بعد لكشف الأشخاص المحيطين بعائلته، واكتشاف من يتربص به وبابنته، وتتسارع الأحداث لتظهر حكاية كل شخصية من شخصيات النص ودواخلها وارتباطها بمن حولها، لذا يحاول مساعدة ابنته عن بعد عبر كشف نيات الأشخاص المحيطين بها، وعن تبعات الحرب وآثارها يضيف كوكش: آثار الحرب ستكون واضحة وخلفية للعمل ثقافياً واقتصادياً واجتماعياً، ويستكمل: هناك الكثير من الإشكالات المجتمعية التي برزت بوضوح نتيجة الحصار الاقتصادي والتي سترخي بظلالها على أبطال المسلسل..
وعن التعديلات التي تمت بالنص يجيب كوكش: لابد أن تحدث بعض التعديلات على أرض الواقع، فالتصور الذي يقدمه الكاتب قد لا يشابه الرؤية الإخراجية، رغم أن الجهة الإنتاجية تحاول أن تحقق حالة من المواءمة بين شروط الورق ورؤيتي البصرية.. وعن الأدوات المستخدمة في عمليات التصوير نوّه كوكش بأن عمليات تصوير العمل تتم بأحدث معدات التصوير لافتاً إلى أنه تجاوز المعدات القديمة لأن المحطات لم تعد تقبل عملاً مصوراً بآلات قديمة، ونحن نواكب الحداثة والتطور الحاصل على صعيد الصورة واختيار اللقطات والزوايا المناسبة بما يخدم حكاية النص، وأشار كوكش إلى أن مشاركة الفنان أسامة الروماني بالعمل أغنت الدور والشخصية؛ فهو من جيل الزمن الجميل ومن الذهب العتيق، والفن البصري فن جمالي وجماعي وهو رؤية لكل المشتغلين فيه..
فراس المختلف
الفنان فراس إبراهيم أكد ميله للشخصيات المركبة والصعبة شريطة ألّا تكون حزينة ووحشية أو تحدث إشكالاً من نوع ما، وقال: شخصية “جمال” التي أقدمها هي لرجل أعمال متنفذ له مزاجه الخاص في الحياة، أنشأ شركة إنتاج فني لاصطياد الفتيات الطامحات الباحثات عن الشهرة والمال، وأضاف: هذه الشخصية فيها شيء من الحقيقة لكون “جمال” هدفه معروف وهو ملاحقة النساء، وأعتقد أن الشخصية لديها مقولتها الخاصة بها، فلا يوجد عمل أو دور إلّا ويحمل مقولة ما، وأحياناً وجهة نظر الفنان تكون أنضج من الكاتب نفسه وأنا بالنسبة لي أحدد أهدافي إذا لم تكن واضحة في النص أصنع أهدافاً خاصة وأمشي إليها، وبخصوص لمساته الخاصة التي أضافها للشخصية يقول إبراهيم: في بدايات عملي الفني لم أكن التقط الأدوات لذا كنت أحضر الشخصية إلي إلى أن تصبح الشخصية تشبه فراس ولكن مع الوعي والنضج، وربما من حسن حظي أنني توقفت سنوات عن العمل أعدت خلالها بناء فراس مختلف في القراءة والإطلاع والقرب من الناس، ولا أريد أن أنكر أنني كنت بعيداً عنهم، حينها طورت أدواتي، وعند عودتي كل الشخصيات التي قدمتها لا تشبه بعضها شكلاً ولا مضموناً، وأصبحت أكثر جرأة في تغيير شكلي، ولم أعد أهتم بفراس ولا بوسامته بل بت أفكر بالشخصية وبدل أن تأتي إلي أنا أذهب إليها وأتعرف إليها وعلى صفاتها وإرهاصاتها النفسية وسيرتها الذاتية وماذا تحتاج وأقوم بواجبي تجاهها كي تكون مختلفة ولها حضورها الفني الخاص بها..
الاشتغال على الدواخل
من جهتها أشارت الفنانة عبير شمس الدين إلى أنها تميل إلى الاشتغال على الدواخل النفسية والمركبة للشخصيات التي تقدمها والتي لا تسير بمسار ونمط واحد والتي تحمل صراعات بين منظومتي الخير والشر داخل النفس البشرية، وشخصية “نهى” التي تقدمها تنتمي إلى هذا الشكل فهي واحدة من النساء الحالمات الطامحات إلى الشهرة والنجومية، لكن الحلم الكبير يتحول إلى كارثة كبيرة عندما يضعها في درب “جمال” لتعيش جملة من المواقف التي لم تقبلها في حياتها، خاصة بعد أن وعدها بالنجومية لتذهب أحلامها أدراج الرياح ويحولها عكس ما كانت تتمنى..