منصتا “القرم ” وأعداء سورية بين الاقتصاد والسياسة؟

تمّت الدعوة  لتأسيس (منصة القرم Кримська платформа) كمنصة دولية  ضد روسيا سنة /2020/ من وزير الخارجية الأوكرانية ( دميترو كوليبا ) وبتكليف من الرئيس الأوكراني ( فلاديمير زيلينسكي ) وخلال عقد الدورة السنوية ال/75/ للجمعية العامة للأمم المتحدة، وعقد مؤتمرها  الأول في العاصمة الأوكرانية ( كييف ) بتاريخ 23/8/2021، وشارك بالاجتماع ممثلون عن /46/ دولة نذكر منها[ أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبلجيكا وإسبانيا والنمسا وهولندا ولوكسمبورغ وإيرلندا والدنمارك  والسويد وسويسرا والبرتغال وبلغاريا والجبل الأسود والنرويج ومقدونيا الشمالية وتركيا و لاتفيا وليتوانيا وأستونيا وبولندا وسلوفاكيا والمجر ومولدوفا وسلوفينيا وفنلندا ورومانيا وجورجيا وكرواتيا ] وغيرها ، وهي تقريبا الدول نفسها التي شاركت في المؤتمر الذي أطلق عليه اسم منصة ( أصدقاء سورية ) وهم أعداؤها الحقيقيون  بتاريخ 24/2/2012 في ( تونس) وعارضها الشعب التونسي وخرج بتظاهرات مناهضة لها  وعبرّ عن موقفه المعارض ضد حكم النهضة الإخواني ورئاسة المنصف المرزوقي، ولكن مؤتمر أعداء سورية حضرته دول عربية لم تحضر منصة القرم ؟ والفاعل الأكبر في المنصتين كانت ( أمريكا وتركيا ) والمنصتان تكملان بعضهما رغم الفارق الزمني بينهما وهما ( وجهان لإرادة وإدارة واحدة ) ومخرجهما وأهدافهما واحدة و متطابقة وهي فرض استمرار القطبية الأمريكية الأحادية على العالم، وفي المنصتين  كانت الدعوة واضحة لدعم القوى الفاشية في سورية ( داعش والنصرة) وغيرهما   وأوكرانيا ( البان ديريين وكتيبة آزوف ) ودعم الحركات الانفصالية في  ( جزيرة القرم والجزيرة السورية ) ، وكانت الحجج التي اعتمدها المتآمرون في المنصتين  متطابقة  وتمثل قمة النفاق السياسي والاقتصادي وتجلت في خمسة محاور هي [ اقتطاع الجزيرتين عن بلديهما الأصليين ودعم العصابات الانفصالية وفرض عقوبات وحصار واستخدام شماعة شعار حقوق الإنسان وتهديد الأمن العالمي ] ، وبعد التحليل تبين لنا  أن الهدف من المنصتين هو السيطرة على المواقع الجيوسياسية المهمة ، فجزيرة القرم تطل على البحر الأسود وتتصل بالبر الروسي بشريط ضيق وهي منطقة روسية منذ نهاية القرن الثامن عشر وأكثر من /65%/ من سكانها يتكلمون الروسية  عندما انتصرت  الإمبراطورية الروسية بقيادة (يكاترينا العظمى) على العثمانيين وطردتهم من الجزيرة ، ولكن في سنة /1954/ ألحقت جزيرة القرم  بجمهورية ( أوكرانيا ) وبأمر من الرئيس السوفييتي ذي الأصول الأوكرانية  (نيكيتا خروتشوف ) لكن ضمن إطار الاتحاد السوفييتي ، وفيها الأسطول الروسي المواجه لقوى الناتو في البحر الأسود  في مدينة (سيباس وبول Севасто́поль) وباتفاق بين الحكومتين الروسية و الأوكرانية منذ سنة/1991/ عندما انهار الاتحاد السوفييتي ، ورغبة من شعبها بالعودة إلى أحضان الوطن الأم ( روسيا ) جرى فيها  استفتاء شعبي سنة /2014/ وعادت إلى روسيا بناء على نتيجة الاستفتاء ورغبة سكانها ، وهذا يشبه ما يجري في الجزيرة السورية الحبيبة الغنّاء أي محافظات  (دير الزور والرقة والحسكة ) التي تشكل /41%/ من مساحة سورية وأغلب سكانها عرب سوريون ولكن لها أهمية جيوسياسية كبيرة حيث تقع على الحدود مع تركيا والعراق  وهي من أغنى المناطق السورية حيث فيها حوالي/57%/ من الاحتياطيات من الغاز والمياه  و توجد فيها  الثروات الطبيعية من النفط والملح الصخري وغيرهما ، وهذا يفسر دعوة الاحتلال الأمريكي للعصابات الإجرامية والانفصالية ( قسد ) للانفصال عن الأم سورية ، ويقدم لها الدعم بكل أنواعه من قوات التحالف الموجودة في  /14/ قاعدة عسكرية أمريكية.

إذا ، مما سبق يتبين لنا أن الأطماع الاقتصادية والسياسية  للأعداء  واضحة ويفسر دعم هذه الدول المتآمرة على سورية وروسيا ، ويتجسد هذا حاليا في سنة /2022/ في دعوتي الرئيسين التركي والأمريكي إلى عداء سورية وروسيا والعمل على تدميرهما ، وصرح  رئيس النظام التركي ( رجب طيب أردوغان ) في اجتماع منصة القرم قائلا  ( يجب تسليم شبه جزيرة القرم إلى إدارة كييف) ؟! وصرح أيضا بأنه ( سيصلي في الجامع الأموي ) ؟!، وهكذا يتبين لنا أن هؤلاء المتآمرين يقومون بدعم الفاشيين والإرهابيين في أوكرانيا وسورية  ويقدمون الدعم لما يدعى ( الجيش الوطني الحر ) وهو عصابات وليس جيشا ولا وطنيا ولا حرا، كما يدعمون ( فلاديمير زيلينسكي ) منذ سنة /2019/ وخاصة أمريكا والكيان الصهيوني وتركيا و قال: إن أوكرانيا ستصبح ( إسرائيل الكبرى ) وأيد العدوان على غزة والانضمام لحلف الناتو ، كما فعل أعداء سورية وكل هذه الأفكار تمت حياكتها في اجتماع  ( منصة القرم ) سنة 2022 واجتماع أعداء سورية سنة /2012/ فهما وجهان لعملة واحدة رغم الفارق الزمني، والمتآمرون  سيرمون إلى مزبلة التاريخ وقريبا جدا وكما قال الدكتور فيصل المقداد وزير الخارجية والمغتربين في لقائه الخارجية الروسي بتاريخ 23/8/2022 ” إن من يخون وطنه لا وطن له” ، وقال السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد في خطاب القسم بتاريخ 17/7/2021 “دعوتي لكل من غرر به وراهن على سقوط الوطن وعلى انهيار الدولة أن يعود إلى حضن الوطن لأن الرهانات سقطت وبقي الوطن” وصدرت مراسيم وعقدت مؤتمرات لعودة كل السوريين إلى بيوتهم .

 

 

 

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
إغلاق الموانئ التجارية والصيد بوجه ‏الملاحة البحرية.. بسبب سوء الأحوال الجوية صباغ يلتقي بيدرسون والمباحثات تتناول الأوضاع في المنطقة والتسهيلات المقدمة للوافدين من لبنان توصيات بتبسيط إجراءات تأسيس الشركات وتفعيل نافذة الاستثمار في الحوار التمويني بدرعا خلال اليوم الثانى من ورشة العمل.. سياسة الحكومة تجاه المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والرؤية المستقبلية مؤتمر "كوب 29" يعكس عدم التوازن في الأولويات العالمية.. 300 مليار دولار.. تعهدات بمواجهة تغير المناخ تقل عن مشتريات مستحضرات التجميل ميدان حاكم سيلزم «إسرائيل» بالتفاوض على قاعدة «لبنان هنا ليبقى».. بوريل في ‏بيروت بمهمة أوروبية أم إسرائيلية؟ إنجاز طبي مذهل.. عملية زرع رئتين بتقنية الروبوت مركز المصالحة الروسي يُقدم مساعدات طبيّة وصحيّة لمصلحة المركز الصحي في حطلة القوات الروسية تحسن تموضعها على عدة محاور.. وبيسكوف: المواجهة الحالية يثيرها الغرب أسعار الخضار تحلّق في اللاذقية.. ومواطنون يطالبون بعودة الأسواق الشعبية