الإفراط في استخدام المبيدات الحشرية والجفاف يهددان تربية النحل والمشتغلين فيها
محمد فرحة:
بعد أن استقرت مستعمرات النحل لدى المربين في مختلف المحافظات السورية، جاءت موجة الجفاف وانحسار الأمطار ما جعل العديد من الموائل الزهرية تعيش تحت رحمة هذه المتغيرات المناخية، فضلاً عن إصابة خلايا النحل بالطفيليات وبعض المسببات المرضية الأخرى.
ورغم كل ذلك كان هذا العام مميزاً لجهة إنتاج العسل، وفقاً لحديث المهندس مؤيد جرجنازي من دائرة نحل حماة، مبيناً أن عدد الخلايا الموجودة في مجال زراعة حماة تقدر بـ ٦٥ ألف خلية، وبعملية حسابية: تعطي الخلية الواحدة سنوياً حوالي ٧ كغ من العسل، يتراوح سعر الكيلو من ٣٠ إلى ٣٥ ألف ليرة وفقاً لنقاوته وجودته، منوهاً بأن جلّ هذه الخلايا يتمركز في محيط مدينة حماة ومنطقة مصياف كعين حلاقيم وغيرها من القرى الأخرى.
مربي النحل نزار جابري قال: قد يخطئ من يظن أن تربية النحل سهلة، في الوقت الذي يجب على المربي نقل الخلايا والترحال بها من محافظة إلى أخرى في ظروف صعبة جداً، بحثاً عن مواقع النباتات الزهرية الطبيعية والراوية، وكثيراً ما ذهبنا بالخلايا من حماة إلى البادية وأحياناً من الساحل إلى سهل الغاب، بمعنى أوضح؛ يحتاج النحل إلى الغذاء والموائل بشكل دائم، فضلاً عما يلحق به من نفوق جراء إصابة الخلايا بالطفيليات.
من ناحيته قال المربي وافي محمود: إن العمل في تربية النحل شاق وممتع في آن واحد، فكثيراً ما تعرضت الخلايا إلى النفوق من جراء استخدام المبيدات الحشرية على المحاصيل الزراعية، ما يسبب خسارة كبيرة للمربين، كما يؤدي تدهور البيئة وعثة النحل (الفارو) إلى نفوق خلايا النحل، لكن يبقى أخطر ما يهدد النحل هو الطفيليات.
مشيراً إلى أن تفاقم الأوضاع في تربية النحل خلال السنوات الماضية أثر كثيراً في تراجع عدد الخلايا لدى المربين، فقد كان لدي أكثر من ٥٠ خلية ومن جراء نزوح العديد من هذه الخلايا وهربها فضلاً عن موجة الجفاف والحرّ الشديد والمبيدات الحشرية، أدى إلى نفوق العشرات من الخلايا.
بقي أن نشير إلى أن ثلث إمدادات الغذاء العالمي رهين تلقيح الحشرات للأزهار الذي يتم معظمه بواسطة النحل، ويعدّ العسل السوري من أجود أنواع العسل لتعدد موائله الزهرية.