الآثار والمتاحف تبحث عن مشاركة دولية خبيرة في أعمال الصيانة والترميم
تشرين – سناء هاشم:
تضع مديرية الآثار في سلم أولوياتها إعادة الألق إلى موقع تدمر التاريخي المسجّل على قائمة التراث العالمي، فقد تضرّرت معالم الموقع خلال الحرب، والوقت يداهمه كلما تأخرت أعمال الصيانة والترميم فيه من أجل وقف التدهور المستمر في الأوابد التي تضررت هي الأخرى بشدّة.. وفي هذا الإطار، لفت تقرير صادر عن المديرية العامة للآثار والمتاحف حصلت “تشرين” على نسخة منه، إلى أن المديرية ، تعمل وبالتعاون مع الشركاء المحليين، للبحث عن مشاركة دولية خبيرة في أعمال الصيانة والترميم للحفاظ على هذه الأوابد. ويشدد التقرير على أهمية وجود شركاء دوليين لدعم مشروعات الصيانة فيها أو تمويلها أو تقديم خبرات فنيّة لها أو المشاركة في إعداد الدراسات اللازمة لمشروعات الترميم والصيانة وإعادة التأهيل، أو دراسة طرق استعادة سبل العيش للمجتمع المحلي لتشجيعه على العودة إلى المدينة.
كما ذكر التقرير أن متحف حلب الذي أعيد ترميمه سنة 2019 يستقبل أول معرض لمقتنيات متحفية من دولة عُمان الشقيقة، وهذه اللقى الأثرية والمقتنيات التاريخية كانت قد عرضت لمدة ستة أشهر متتالية في المتحف الوطني بدمشق ولاقت إقبالاً كبيراً ما ساهم في نقلها إلى مدينة حلب ليطّلع عليها أهالي حلب.. هذا وعملت المديرية العامة للآثار والمتاحف على توطيد أواصر العلاقات التراثية مع سلطنة عُمان وخصوصاً أن صلة وثيقة بين الحضارات تتالت على سورية وسلطنة عُمان، كما تربط بين البلدين روابط ثقافية وتاريخية وحضارية منذ القدم، وأشار التقرير المذكور إلى أنّ معرضاً ضمّ أهم مقتنيات متحف دمشق الوطني ومتاحف سورية أخرى كان قد افتتح قبل أشهر في متحف عُمان الوطني ولاقى حفاوة كبيرة.
وكانت اللجان المشتركة من المديرية العامة للآثار والمتاحف و”أكاديمية العلوم الروسية”، انهت الشهر الماضي عملها الميداني في تدمر لترميم “قوس النصر” في المدينة، وبذلك تكون بذلك قد استكملت المرحلة الأولى من هذا المشروع المُهم الذي بدأ بعد توقيع الاتفاقية بين الطرفين خلال الملتقى الدولي لمجموعة من خبراء التراث الثقافي البارزين، الذي أقيم في دبي خلال آذار الماضي..
تبادل الخبرات الآثارية مع العراق
وفي سياقٍ متصل، استعرض التقرير العلاقات التراثية مع دولة العراق، وركّزت المديرية العامة للآثار والمتاحف على أهمية التعاون مع العراق الشقيق باعتبار أن البلدين يتمتعان بغنى الحضارات التي تعاقبت على أراضيهما، بالإضافة إلى العمل على تطوير القوانين التي تحمي وتصون التراث المادي واللامادي، والاستفادة من تجارب البلدين ولاسيما أنهما تشاركا النكبات والهجمات الإر*ها*بية الهمجية التي استهدفت البشر والحجر والحضارة والفكر والهويّة.. ولفت التقرير إلى أن المديرية العامة للآثار والمتاحف قدمت عرضاً توثيقياً عن أعمال الترميم والتوثيق للأضرار التي لحقت بالآثار خلال الحرب الظالمة على سورية، وما أنجزته المديرية بأيادٍ وخبرات وطنية، والجهود المبذولة اليوم لاسترداد القطع الأثرية المسروقة.