هل تكفي مليون ليرة لمؤونة الشتاء ؟
السويداء- طلال الكفيري:
أكثر من مليون ليرة بات رب أسرة مؤلفة من خمسة أشخاص يحتاجها، لتلبية احتياج منزله من مؤونة الشتاء التي أصبحت في ظل هذا المبلغ “المستعصي” على جيوب الكثير من الأسر، في خبر “كان”.
لنبدأ من مادة المكدوس التي حسبما تحدث لـ”تشرين” عدد من المتسوقين، ستغادر هذا الموسم على ما يبدو رفوف الكثير من المطابخ، فسعر الكيلو من مادة الباذنجان الخاص “بالمكدوس” يبلغ ١٠٠٠ ليرة، ولتأتي من بعده أسعار متمماته، ذات الأسعار المرتفعة كالفلفيلة التي وصل سعرها إلى ٢٠٠٠ ليرة للكيلو الواحد، والجوز الذي تجاوز سقف سعره ٤٠ ألف ليرة، ناهيك بالزيت الذي يباع ليتره الواحد بـ١٣ ألف ليرة، إضافة للثوم الذي وصل سعره وسطياً إلى ٣٠٠٠ ليرة، وبجردة حسابية بسيطة، ووفق هذه الأسعار تبلغ تكلفة ٣٠ كيلو مكدوس ما يزيد على ٢٠٠ ألف ليرة.
ليضيفوا: مؤونة الشتاء لا تقتصر على المكدوس، فهناك “الكشك” الذي وصل سعر الكيلو الواحد منه إلى ٣٠ ألف ليرة، وهذا يعني شراء أربعة كيلوغرامات من الكشك يحتاج ١٢٠ ألف ليرة، طبعاً ميزانية الأسرة المالية لا تقفل عند هذا الحد، لوجود البامياء التي وصل سعرها إلى خمسة آلاف ليرة للكيلو الواحد، وكذلك سعر كيلو الملوخية بين الستة و السبعة آلاف، عدا عن ذلك فقد وصل سعر كيلو ورق العنب إلى أربعة آلاف ليرة، فضلاً عن رب البندورة و المربيات والمخللات وغيرها الكثير.
وأمام هذه الأسعار “الفلكية” لمؤونة الشتاء، المتزامنة مع التجهيز لشراء المستلزمات المدرسية، بات رب البيت عاجزاً عن تلبية هذه المتطلبات، لكونها تحتاج ميزانية إضافية، وهذا غير ممكن عند أصحاب الدخل المحدود.
معاون مدير زراعة السويداء المهندس علاء شهيب قال لـ”تشرين”: إن إنتاج المحافظة من الخضار هذا الموسم يقدر بنحو ٨٠ ألف طن، وإنتاج الباذنجان يبلغ نحو ٢٠٠٠ طن، وهذه الكمية تغطي السوق المحلية، إلّا أن ارتفاع تكاليف إنتاج الخضار، أدى إلى ارتفاع أسعارها بالأسواق المحلية، الأمر الذي انعكس على تكاليف مؤونة الشتاء. مدير غرفة تجارة وصناعة السويداء أركان سليم قال ل” تشرين” في ظل الارتفاع الكبير للأسعار، وعدم قدرة رب الأسرة، شراء كل ما يلزم من مؤونة الشتاء، فما عليه اذا كان من أصحاب الدخل المحدود، إلا استجرار قرض من أحد المصارف، لزوم مؤونة الشتاء، أما بالنسبة لأصحاب المهن الحرة، فالحل يكمن عن طريق دخول جمعيات شهرية، مخصصة للمؤونة، لكون تأمين المبلغ دفعة واحدة غير ممكن، إضافة لذلك الاتفاق مع أصحاب المحال أو مزارع بيع الخضار الشراء بالتقسيط، وهذا ممكن، خاصة أمام استعصاء الشراء النقدي عند الكثيرين.