مزارعو العنب يتعبون ويخسرون والتجار يحققون أرباحاً طائلة!
تشرين- طلال الكفيري:
في ظل ارتفاع تكاليف الإنتاج لم يعد ل” كار” زراعة العنب الأقدم على ساحة المحافظة، أي فائدة ربحية ، فمرارة أسعار مستلزمات الإنتاج طغت على حلاوة طعمه، وتكلفة الدونم الواحد المزروع بأشجار الكرمة حسب ما تحدث ل” تشرين” عدد من الفلاحين
وصلت هذا الموسم إلى نحو ٤٣٤ ألف ليرة، متضمنة أجور التقليم التي تجاوز سقف ساعتها أربعة آلاف ليرة، والفلاحة التي وصلت ساعتها ع إلى عشرين ألف ليرة، وخمسين ألف ، ناهيك بتكاليف أجور الرش التي كان لها النصيب الأكبر ، التي بلغت نحو ٢٠٠ ألف ليرة، طبعاً لأربع رشات.
وأضاف المزارعون: وفق هذه التكلفة المحسوبة ورقياً، والمدفوعة فعلياً، تبلغ تكلفة إنتاج الكيلو الواحد من الكرمة نحو ١٤٠٠ ليرة، علماً أن هذه التكلفة لا تتوافق على الإطلاق مع أسعار المبيع، ولنبدأ من عنب المائدة، الذي مازال القائمون على زراعته يبحثون عن منافذ تسويقية له من جراء انعدامها، ما أبقى إنتاج المحافظة من عنب المائدة بقبضة التجار والسماسرة، الذين يشترونه من الفلاحين بأسعار زهيدة لا تتجاوز ٩٠٠ ليرة للكيلو الواحد، وليُطرح في الأسواق بسعر ٢٠٠٠ ليرة للكيلو الواحد.
والسؤال المطروح هل من المعقول أن الفلاح، يبيع إنتاجه بخسارة، ومن كان بعيداً عن تكاليف الإنتاج وهو التاجر أن تكون أرباحه ١٠٠% ؟
وفي السياق ذاته يرى الفلاحون أن تسعيرة العنب العصيري المراد تسويقه إلى معمل التقطير ، البالغة ١٠٠٠ ليرة العنب الأبيض و١٢٠٠ ليرة للعنب الأسود، غير مُنصفة، لكونها لا تتماشى أيضاً مع تكاليف الإنتاج المذكورة آنفاً، خاصة أن أجرة النقل إلى المعمل تبلغ هذا الموسم نحو ٨٠ ألف ليرة كحد أدنى وهي قابلة للتبديل في أي لحظة من أصحاب الجرارات.
مدير زراعة السويداء المهندس أيهم حامد قال ل ” تشرين”: إن إنتاج المحافظة من العنب هذا الموسم يقدر بنحو ٥٤ ألف طن، ٢٥% منه يذهب لصناعة الدبس والزبيب، بينما القسم الأكبر يباع ضمن الأسواق المحلية للمحافظة، وهو عنب المائدة، إضافة لتسويق قسم من العنب العصيري إلى معمل التقطير .