قروض القرطاسية ..!!
في عالم يعيش المتناقضات لا يسعنا إلّا أن نذكر ما يكدر صفونا وأولها وقوفنا مكتوفي الأيدي أمام موجات الغلاء وعجز مؤسسة التدخل الإيجابي عن تحقيق إيقاف كل ذلك الغلاء مبررة إياه بارتفاع أسعار المواد عالمياً، وبعيداً عن المبررات لا يجد الموظفون الحكوميون عامة ما يرتق فجوة الغلاء، وليأتي قرار رفع سعر الكتب المدرسية بمثابة الطامة الكبرى لبعض الآباء ممن لديهم ابن أو أكثر في المرحلة الثانوية .
من قال إن الطالب سوف يحافظ على كتبه لعلمه أن والده يدفع ثمناً كبيراً ؟ وأين مجانية التعليم وخاصة للشريحة الأشد فقراً ؟ وهل سينتظر آباؤهم عطايا بعض الأغنياء ليقدموا لهم أقلاماً وحقائب وأدوات مدرسية لن تبقي من الراتب شيئاً، ما دور وزارة التربية في حالات التسرب المدرسي وقد امتلأت شوارع المدينة بباعة صغار ومتسولين يفترض أن ترعاهم مؤسسات اجتماعية، ومن يوقف كل هذا الزحف من الأمية التي يفترض مكافحتها بالمزيد من الدعم لقطاع التعليم .
أسئلة كثيرة قد لا نجد لها جواباً شافياً ومنها إيقاف هدر المحروقات في المدارس وعدم تسرب مازوت تدفئة صفوف الصغار إلى خارج المدرسة، ولماذا لا يتم تعليم الصغار أساسيات العلوم بدلاً من كل ذلك الحشو في المناهج التي ترهق عقل الصغير وتجعله بليداً . ونقترح على الجهات التربوية مثلا تغريم الطالب عندما يسلم كتابا ممزقا أو إعفاء الطالب من أسعار كتب في الصفوف اللاحقة إذا سلم كتبا نظيفة بدلاً من إرهاق الأسر بتكاليف الكتب لاسيما في حال وجود أكثر من طالب..!
من جهة أخرى هل من المناسب أن تعلن مؤسسة التدخل الإيجابي عن قروض للموظفين والعاملين في حقل الخاص هذا العام وهي تعلم أن تلك القروض يمكن أن يذهب جلّها لنحشو عقول الصغار بأشياء غير ذات نفع و بأدوات بسيطة في وقت يتعلم فيه صغار الدول المتطورة بحواسيب ذكية .