“الدجاجة والبيضة”
“سخيفة” و”غبية”.. هكذا وصّف غوغل الأسئلة التي سيتوقف عن الإجابة عنها، من دون أن يوضح محرّك البحث العملاق فيما إذا كان بالإمكان حصرها ضمن حدودٍ أو ضوابط معينة، فما يبدو سؤالاً ساذجاً اليوم، مرّ باختباراتٍ وتحدياتٍ عظيمة سابقاً، وما يعده البعض تذاكياً، سيجد من يُؤيده ويؤكد حقه في الطرح، ولا شك أنكم تعرفون قريباً أو صديقاً ممن يحلو له دوماً تحليل الأشياء على مبدأ “الدجاجة والبيضة”، وفي السياق ذاته تأتي التساؤلات التي لن تخطر على بال غوغل نفسه، في مُقدمتها: “لماذا لا يصنعون طعام القطط بنكهة الفئران؟، وإذا كانت الخضار والفاكهة تفيد في تخسيس الوزن فلماذا لا يضعف الفيل إذاً؟”.
يُعرّف الغباء بعدم الفهم، لكنّ نظرياتٍ عديدة تذهب إلى ما هو أبعد، وترى أنه ضعفٌ في التعلّم والشعور، مُؤكدةً سهولة علاجه، حتى إنها وضعت قوائم يمكن الرجوع إليها لتحديد نوع الغباء ودرجته، بعضها تضمن إشاراتٍ غير متوقعة، ككثرة الجدال، وعدم القدرة على طلب المساعدة، والنظر باستخفاف إلى إنجازات الآخرين، لتبقى “قوانين الغباء الخمسة” التي وضعها أستاذ التاريخ والاقتصاد في جامعة كاليفورنيا “كارلو تسيبولا” عام 1976، مرجعيةً حقيقيةً لكونها نظرت إلى الأغبياء بطريقة خارجة عن المألوف ولم تُشعر أحداً بالإهانة أو الانتقاص كما يتوقع البعض، وهي تؤكد أن تعامل غير الأغبياء مع الأغبياء بلا مبالاة متجاهلين القوة المدمرة لهم، خطأ ستنتج عنه تكاليف باهظة.
يقول “تسيبولا” إن الناس تقيّم الذكاء بناءً على عوامل سطحية مثل الوظيفة والمستوى التعليمي، في حين أن هذه العوامل لا تعدّ مؤشراً لذلك، لذا مهما كان تقديرك لعدد الأغبياء من حولك فذلك أقل من العدد الفعلي، لكنه لا يمنع هؤلاء من السؤال عمّا يُريدون، فما يظهر من فهم قاصر لدى أحدهم، سيكون سبباً في اكتشاف ما هو أسوأ لدى غيره، وعلى أيّة حال، يُمكن لنا التوقع بأنّ تصرفاتٍ مُعينة تُبعِد عن صاحبها صفة الذكاء بشهادة الجميع، ربما تكون الأسئلة المُتسرّعة أو المُصوغة بكلماتٍ غير واضحة جزءاً منها، لكن في المقابل غياب الأسئلة والرغبة في معرفة الإجابات والخلفيات لأي حدث أو فكرة، ليس دليل عافية.