لقطات
1
كثيرة هي الأعمال المسرحية أو السينمائية التي شاهدناها، وبعضها كتبنا عنها، وهي لا تستحق أي جائزة في مهرجان سوري ولا في مهرجان دولي أو عربي، لكن يصادف ولأسباب غير إبداعية أن تحظى تلك الأعمال بجائزة أضعف مقوّم فيها كالإخراج أو التمثيل أو النصّ، فلا تمتلك إلّا أن ترسم عشرات إشارات التعجب أمام لجان التحكيم على قراراتها غير النقدية التي تدفع بصاحب/ة هذا الفيلم أو المسرحية إلى التباهي بهذه الجائزة التي من مفاعيلها أنها قد تقضي على إبداعه/ها لأنها أوهمته/ها بحسن إنتاجه/ها، فالجائزة لا تقارب الحقيقة الإبداعية إطلاقاً، وسيظل نتاجهم يكرر ذاته لتوهمهم بأهميته بسببها. فهلّا تروِّيتم يا أصحاب المهرجانات بقراراتكم، وعدلتم في منح الجوائز ؟
2
يشكو المتنورون من أساتذة الجامعة في كليات الآداب والعلوم الإنسانية، مما تم الركون إليه في مواضيع الأطروحات الجامعية بدرجتي الماجستير، والدكتوراه، إذ إن معظمها لا يزال أطروحات تقليدية، ولم يعد من الممكن تسميتها بالكلاسيكية لأن ما تناقشه غير ذي فائدة أو تأثير، والأفضل من وجهة نظرهم التركيز على مواضيع جديدة ذات جدوى، خاصة فيما يتعلق بالشعر، إذ يفترض مقاربة تجربة شاعر حداثي سواء من الذين لا يزالون على قيد الحياة أم من الذين رحلوا، ومن جيل لاحق على جيل الشاعر الراحل بدر شاكر السياب الذي يتوهم بعض الأكاديميين أن الحداثة لا تعني سواه. ونشير لهؤلاء الأساتذة الأفاضل أن توجّههم هذا نزعم أنه يحتاج مؤتمراً علمياً خاصاً بكليات الآداب، لعلّ قرارات تؤخذ فيه تجسّد تطلعاتهم كخطوة لا بدَّ منها، فهل نشهد؟
3
بعض الذين يشاركون في ندوات نقدية عن كتاب أدبي يتوهمون أن القراءة النقدية للعمل الأدبي هي أن يصدّعوا الحضور بمسائل نظرية يعرفها أغلبنا، ومن ثمّ يعرِّجون بسطور قليلة على العمل الأدبي الذي هم بصدد قراءته نقدياً، للتعرّيف به، وتنتهي مداخلتهم النقدية العظيمة. لكن العتب ليس عليهم بل على الهيئات الثقافية التي تدعوهم للمشاركة في ندوات كهذه، خاصة أن لا شيء يثبت أن لهم أي حضور في هذا المجال، إذ المفترض أن يكون المدعو، أو المدعوة لنشاط كهذا، قد أصدر/ ت كتاباً واحداً على الأقل في مجال نقد الجنس الأدبي الذي سيشاركون فيه، لكي نحدَّ من هذه الفوضى!!