قبل أن نخسر سند اقتصادنا ..كيف نتكيف مع المتغيرات المناخية؟
محمد فرحة:
تواجة برامج التنمية الزراعية والاقتصادية والمائية منذ عقدين من الزمن تقريباً تحديات ملحة صعبة، باعتبار النمو السكاني مترافقاً مع الحاجة إلى المزيد من الغذاء وإشغال الأرض لتقديم حاجتنا من الإنتاج الزراعي الغذائي ما يجهد الأرض وبنيتها التحتية وبالتالي الموارد الطبيعية والمياه منها على وجه الخصوص .
والشاهد على قولنا هذا أن كل المحاصيل الزراعية أصبحت ساحة تتلاقى عليها جميع عناصر الخيبة، ومع إنه بات واضحاً، مازال المعنيون يتساءلون: لماذا يحدث هذا من دون أن يسألوا أنفسهم لماذا لم نوفر للمحصول احتياجاته من خلال التحليل والتقييم والرؤية المبكرة لاحتمالات المستقبل على اتساع المساحات الزراعية .
في هذا السياق يبرز غياب الغطاء النباتي عن العديد من المواقع والمساحات شرقاً وغرباً ، جنوباً وشمالاً من سورية فقد أدى الجفاف إلى زعزعة البنية الزراعية من خلال انقراض المئات من النباتات وما زال يتمدد وتتوسع رقعة التصحر، ليس في مناطق الاستقرار الرابعة والخامسة بل بدأ يزحف نحو المناطق الأكثر استقراراً زراعياً ،والذي يعول عليه الكثير في الإنتاح الزراعي الغذائي سهل الغاب مثالاً وفقاً لحديث الدكتور محمد منهل الزعبي مدير الموارد الطبيعية والبحث العلمي في الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية .. وهنا يتجلى دور وزارة الزراعة وبحوثها العلمية الزراعية حول كيفية مواجهة الجفاف والمتغيرات المائية والمناخية .
عن ذلك قال الدكتور منهل : لقد اشتدت المتغيرات المناخية ما أدى إلى تدهور الغطاء النباتي وتراجع الإنتاج الزراعي، في كثير من مناطق الاستقرار حتى وصل لمنطقة الغاب .
وأضاف الزعبي أن نبات الدردار السوري وهو الغابة الوحيدة في الوطن العربي الموجودة في سورية تدهورت بشكل كبير وفظيع خلال السنوات العشر الماضية.
وكان لابدّ من تحرك البحوث العلمية الزراعية للحفاظ على هذه الأنواع من الانقراض، حيث أعدنا زراعتها في المواقع الملائمة لها حماية للغطاء النباتي .
أما ما يتعلق بالبادية ونباتاتها الرعوية فقد قدمنا مقترحاً لوزارة الزراعة لإعادة تأهيل الآبار هناك لإعادة الغطاء النباتي، ولا بدّ من تعميق دور الحصاد المائي، وقد قدمنا صوراً ورسماً للخرائط خاصة بالبادية .
وعن كيفية التكيف مع المتغيرات المناخية .
وعن دور المنظمات الدولية في هذا الجانب أوضح مدير البحث العلمي في الهيئة العامة للبحوث الزراعية أن هناك تعاوناً مع” الفاو” لإدارة الموارد المائية ورفع كفاءتها وضرورة تحسن واقع السدود وإقامة السدات المائية لحصاد أكبر قدر من المياه .
منوها بضرورة التكيف مع المتغيرات المناخية وألّا تبقى سبباً في تراجع إنتاجنا الزراعي، مصدر أمننا الغذائي الذي يتراجع منذ سنوات عاماً إثر عام ..