انتخابات المجالس المحلية بداية حقيقية لمرحلة عمل هادف لإعادة الإعمار
باسمة اسماعيل
أكد الكاتب والمحلل السياسي الدكتور المحامي عمار مرهج لـ”تشرين” أن أهمية المجالس المحلية تأتي من خلال العمل للنهوض بالبلد الذي دمرته الأيدي الآثمة وأنهكته الحروب، ويتم العمل من خلال قيام هذه الوحدات الإدارية بالتخطيط والتنفيذ وتنمية الموارد، وتعزيز الإيرادات المالية، وتبسيط الإجراءات فتكون مراكز لخدمة المواطن.
وأضاف مرهج: صحيح أن هذه المجالس تعمل لتعزيز السلطات اللامركزية، وعنوانها العريض تطبيق مبدأ الديمقراطية الذي يجعل الشعب مصدر كل سلطة، ولكن بهذه الظروف الاستثنائية والأزمة الاقتصادية الخانقة، ما يهم المواطن هو الخدمات العامة، والتي بات يشعر أنها شبه غائبة كلياً، ومنها الكهرباء والمياه والمحروقات.
وتابع: للمواطن دور مهم جداً في اختيار الكفاءات ورفع الصوت (رغم غياب الثقة بشكل عام) ولكن يجب عدم الرضوخ لليأس والعمل بشكل كامل، فإشعال شمعة خير من لعن الظلام، المشاركة في اختيار المجالس المحلية واجب ومسؤولية، ويجب العمل على ممارستها رغم كل الإحباط.
بدورها، قالت كفى كنعان عضو مجلس محافظة اللاذقية- لجنة الثقافة والعربية والسياحة، إن المجالس المحلية هي مجالس المواطنين ومشاركة وطنية في كل ما يخص الوطن والمواطن، ويجب أن يتم اختيار مَن يعمل من أجل الجميع، وتكون له القدرة على النهوض بالمهام الموكلة إليه، وهذه المرحلة تتطلب تواجد القادرين على العمل بقدرات استثنائية ولا تحتاج إلى متنفذين لمصالح خاصة، تحتاج إلى مَن يعي دوره بالعمل الجاد والهادف ويستثمر صلاحياته لما يجب أن يفعله، وأن يكون مع عامة الشعب في كل الأماكن، نعم هي مسؤولية الجميع.
وأضافت: أنا كمواطنة وأم شهيد قبل أن أكون عضو مجلس محافظة، أقول: نحتاج في المرحلة القادمة لمن يكون له القدرة على النهوض في مهامه، ويجب على المواطن إعطاء صوته للناخب الشخص الكفء القادر على نقل هموم ووجع المواطن والعمل على حلها، ولاسيما أن القانون أعطى هامشاً للوحدات الادارية والمجالس للعمل ووضع الخطط والعمل على تنفيذها.
وأشارت كنعان إلى أن الانتخابات المقبلة بداية حقيقية لمرحلة عمل هادف لإعادة الإعمار، وإعادة الثقة بالمجالس المحلية، ونجاحه هو مسؤولية جماعية يتحمل نتائجها كل سوري يعتز بمواطنته ويريد الخير للوطن، نعم هي مسؤولية المواطن والمسؤول والمرشح والمشرف والناخب والإعلام والمنابر الدينية والثقافية، علينا أن نتحمل مسؤوليتنا ونتصدى لمن يريد أن يمتطي هذه المجالس ولا يليق بها .
وأردفت: وطننا ودماء شهداءنا وتضحيات جيشنا تستحق أن نرص الصفوف لإنجاح هذه المجالس، ونسعى لجعل سورية الحبيبة بلداً مستقراً آمناً يزهر بالعطاء والخير، فحب الوطن ليس كلاماً ولا شعارات، إنما هو انتماء تترجمه الأفعال التي يجب أن نحشد لها كل طاقاتنا السورية العالية وهذا واجب علينا جميعاً.