مدفوعاً بانخفاض الإنتاج وارتفاع التكاليف ارتفاع بأسعار عسل النحل … ومساحة واسعة للغش

تشرين

في تصريح له اليوم قال المهندس عبد الرحمن قرنفلة عضو اتحاد النحالين العرب : وصول العسل الى مائدة المستهلك يسبقه جهد وتعب وإرهاق يبذله النحال والنحل معاً إضافة لإنفاق الكثير من الأموال للوصول إلى إنتاج عسل نقي صافٍ حيث تصنف مهنة تربية النحل ضمن المهن المجهدة والشاقة .
وأضاف قرنفلة إن أسعار عسل النحل في الأسواق المحلية شهدت ارتفاعاً في الأيام الأخيرة متأثرة بانخفاض حجم المعروض من عسل النحل الصافي والنقي. وذلك نتيجة انخفاض الإنتاج المحلي من العسل وباقي منتجات خلية النحل ( غذاء ملكي – حبوب لقاح – شمع …) بفعل الظروف المناخية التي تعرضت لها البلاد وساهمت في تراجع طول موسم أزهار الحمضيات ومحصول حبة البركة وهما المحصولان الأكثر اهمية وخاصة لنحالي المنطقتين الساحلية والوسطى وهذا الواقع أدى إلى حدوث كثافة في خلايا النحل في حقول اليانسون نتيجة تهافت النحالين عليها لتعويض خساراتهم في محصولي الحمضيات وحبة البركة.. كما تأثر إنتاج العسل الجبلي والعسل الجردي نتيجة موجة الحر التي شهدتها البلاد ويتابع النحالون حالياً نشر خلاياهم في المناطق الجبلية بانتظار تحسن الظروف الجوية وعودة ظهور بعض النباتات المزهرة. وتشير التوقعات إلى أن إنتاج الموسم لم يتعدَ ال 1500 طن من العسل بينما تجاوز العام الماضي الــ 2500 طن.
كل هذا وسط ارتفاع تكاليف الإنتاج وخاصة نفقات النقل حيث يضطر النحال لنقل خلايا النحل بين المحافظات سعياً وراء المراعي إضافة إلى ارتفاع قيم باقي مستلزمات الإنتاج بدءاً من الخلايا الخشبية مروراً بألبسة النحال وشمع الأساس والأدوية اللازمة لمكافحة الآفات وعبوات التعبئة والتغليف .
الجدير ذكره أن متوسط سعر مبيع كيلو العسل النقي الصافي حالياً وصل إلى عتبة الـ 60 الف ليرة سورية ويؤكد عدد من النحالين أن هذا السعر بالكاد يغطي نفقات الإنتاج. بينما تجاوز سعر مبيع بعض الأنواع الـ 150 ألف ليرة سورية. علماً أن السعر في العام الماضي كان يتراوح بين 25 إلى 30 ألف ليرة سورية وبعض الأنواع تتجاوز قيمة الكيلو منها الـ 100 ألف ليرة سورية
وضمن هذا الواقع انتشرت بعض المنتجات المغشوشة والتي تباع تحت اسم عسل. ويرى قرنفلة أهمية تعزيز دور أجهزة وزارة التجارة الداخلية في مراقبة الأسواق وضرورة قيام المستهلكين بالشراء من النحالين المعروفين مباشرة..
بانتظار موسم السمسم وسط المخاوف من المبيدات :
وأضاف قرنفلة : يتطلع النحالون حالياً إلى موسم السمسم في الشمال السوري إلا أن مخاوف كبيرة من قيام المزارعين بعملية رش المبيدات الزراعية وهذا يعرض حياة النحل للخطر.
من جانب آخر أكد المهندس قرنفلة ضرورة تعزيز دعم الحكومة لقطاع تربية النحل نظراً لدوره الكبير في زيادة الإنتاج الزراعي وتحسين نوعيته إضافة إلى أن منتجات خلية النحل تشكل مورداً واعداً للقطع الأجنبي عند القيام بعمليات تصديرها. حيث من الثابت أن دور النحل مؤكد في زيادة الإنتاج الزراعي بنسب تتراوح بين 40-60% وتحسن نوعية الإنتاج .
مطالب متعددة للنحالين
وأشار قرنفلة إلى مطالبة النحالين بضرورة بيعهم المازوت بالسعر الزراعي المدعوم و اللازم لحركة سيارت النقل التي يستخدمونها في نقل خلايا النحل ، إضافة إلى ضرورة تخصيصهم بكميات من السكر بالسعر التمويني المدعوم وفق الطاقة الإنتاجية لكل نحال علماً أن السكر يدخل في تركيبة خلطات غذائية ضرورية لدعم تغذية النحل في فترة الشتاء وفترات غياب الأزهار، وكذلك ضرورة تسهيل حركة النحالين بين المحافظات وزيادة دور الإرشاد الزراعي في توعية الفلاحين لمراعاة وجود خلايا نحل قرب حقولهم وتجنب رش المبيدات الحشرية قبل إعلام النحالين ليتخذوا الإجراءات اللازمة لحماية نحلهم. وضرورة إعفاء النحالين من تقديم السجل التجاري والفاتورة عند بيعهم منتجاتهم أسوة بالفلاحين ووفق ما جاء في المادة /21/ من القانون 8 لعام 2021 (قانون حماية المستهلك) حيث إن النحال يعمل تحت مظلة القطاع الزراعي وهو فلاح في غالب الحالات، كذلك يؤكد النحالون ضرورة قيام الوزارات المعنية بالترويج للعسل السوري وضرورة تشجيع عمليات التصدير لتحقيق عائد مجزٍ يساهم ببقاء النحالين في هذه المهنة الصعبة والشاقة.