قراءة متأنية لموسم القمح.. انتكاسة وخيبة أمل والمتهم المتغيرات المناخية
محمد فرحة:
من قرأ بإمعان وتأنٍ ما طُرح في الورشة الحوارية المتخصصة لمناقشة واقع ” زراعة وإنتاج محصول القمح وآثر المتغيرات المناخية عليه والاستراتيجيات المقترحة لتطوير المحصول”
يلاحظ أن الوزارة قد ألقت باللائمة أولاً وأخيراً على المتغيرات المناخية وبرّأت نفسها .
ثم لاحظنا أن هناك العديد من المدعوين ليس لهم علاقة بالموضوع إلّا إذا أراد من دعا إلى الورشة أن يتداخل ويختلط في وعاء طبخ القرار الزراعي كلّ ما هب ودب ، ولو من باب المحسنات للطعم لترضي الذوق العام وتفتح الشهية .
لكن انتهت الورشة وانفضَّ ” المعازيم” من دون أن يعرفوا ما الذي جرى ؟
حقيقة يصعب جزافاً عدّ المتغيرات المناخية سبباً جوهرياً لانتكاسة زراعتنا عامة والقمح منها بخاصة ، لكن في اللحظة نفسها يصعب إطلاقاً عدّها فردوساً .
رئيس اتحاد فلاحي حماة حافظ سالم قال : نعم ساهم المناخ إلى حدٍّ ما بسوء إنتاج القمح ، لكنْ هناك أسباب آخرى : تقصير الجهات المعنية لجهة توفير ما يحتاجه المحصول من مستلزمات وخدمات . فليست المرة الأولى التي يتعرض فيها محصول القمح للانتكاسة ، فقد سبق ذلك في العامين الماضيين أيضاً ، مثل عطش المحصول وعدم سقايته عندما كان في أمس الحاجة إلى سقاية ، وقلة مخصصاته من الأسمدة رغم كل المحاولات التي سعى إليها المعنيون .
المزارع دانيال جوهر قال: يبدو أنه لم يستفد المعنيون من الفشل في السنين الماضية لتراجع إنتاجنا من القمح ، فعدد كبير من مزارعي بلدة كفر بهم الزراعية وأنا واحد منهم لم أستطع سقاية المحصول فكان من نصيب المواشي .
في حين قال مزارع آخر: إنتاج القمح لا يحتاج كل هذه الورشات والملتقيات، فهي تقطيع وقت ولفت نظر فقط ، كل ما تحتاجه الزراعة أسمدة ومخصصات كافية من المحروقات لسقاية المحصول عندما يتعلق الأمر بضخ المياه من الآبار.
وختم: عندها سيكون الإنتاج بيادر ويملأ الصوامع .
بالمختصر؛ سياستنا الزراعية لم تفلح ، ومن انتكاسة وخيبة أمل إلى آخرى ، والخاسر الوحيد اقتصادنا الوطني ورفع فاتورة شراء القمح بدلاً من تخفيضها .