انتخابات الإدارة المحلية
يتطلع أبناء الوطن كافة لاختيار من يحمل تطلعاتهم وأمانيهم في الانتخابات المقبلة لمجالس الإدارة المحلية، وأن يكونوا على قدر المسؤولية في نقل همومهم والوقوف عند المشكلات التي يعانونها، وهي فرصة حقيقية للمواطنين للتأكيد على دورهم في اختيار الأفضل والأجدر على ملامسة الواقع اليومي الخدمي والحياتي لهم في المرحلة القادمة، ومن يتمتع بالمصداقية والخبرة والسمعة الحسنة، والخبرة في ميدان العمل التي اكتسبها عبر السنوات المنصرمة، والعلاقات الجيدة والوثيقة مع الناس، والقرب منهم، والذي يعيش همومهم وأوجاعهم ومعاناتهم اليومية في ظل الواقع المعيشي الصعب، من جراء الحصار الجائر علينا من كل حدب وصوب.
تكمن أهمية الاختيار في الابتعاد عن المحسوبيات، والتوجه لمن يمتلك المؤهل العلمي، متسلحاً بالخبرة والمعرفة والنزاهة والسمعة الطيبة، وتلك مسؤولية كبيرة تقع علينا كمواطنين في اختيار من يملك الشجاعة والمقدرة في ذلك، لأنه سيشكل دافعاً قوياً لتلبية مطالب الناس، وتالياً معالجة جميع أشكال المعاناة.
لقد شكّلت كلمة السيد الرئيس بشار الأسد خلال استقباله رؤساء المجالس المحلية من جميع المحافظات في شباط 2019 منهاج عمل على المستويات جميعها يليق بتضحيات الشهداء والجرحى الذين بذلوا الغالي والنفيس من أجل كرامة الوطن وعزته، ولإعادة بناء العقول وإصلاح النفوس كجزء أساسي من إعادة الإعمار، وهي التحدي الأكبر وليس البنية التحتية الفيزيائية.
الحماسة للترشيح، والإقبال من المرشحين على المشاركة، يجب أن يقابلا ببرامج عمل هادفة وحقيقية يقدمها المرشحون، والأيام كفيلة بكشف كل شيء، ولذلك تتضاعف مسؤوليتنا كمواطنين في حسن الاختيار، خاصة أن قانون الإدارة المحلية قد أولى الاهتمام الكافي لعملية الرقابة على عمل المجالس من خلال إخضاعها للرقابة الرسمية والشعبية، بغية التأكد من جدية عملها في تنفيذ برامجها التي يفترض أنها أعلنت عنها سابقاً قبل بدء ممارسة مهامها في ميدان العمل.
المرحلة المقبلة لعمل المجالس لا تحتمل أي حالات من الإهمال والتقصير، فكفانا ذلك في المراحل السابقة التي كانت العنوان الأبرز لعمل العديد من المجالس، ولابد من تجاوز تلك المعاناة في تنفيذ الواجبات الملقاة عليها، وأن تقوم بدورها الحقيقي المنوط بها، خصوصاً أن هذه المجالس تعدّ من أهم ركائز العملية التنموية الاقتصادية والاجتماعية، لكونها أكثر التصاقاً بالجماهير، وعلى تماس مباشر معهم للوقوف على همومهم، وتالياً تأمين متطلباتهم على المستويات جميعها وفقاً للمهام المعنية بها.