منظمة شنغهاي و الناتو وسورية؟!.
تأسست منظمة شنغهاي للتعاون (SCO) بتاريخ 15/6/2001 في مدينة شنغهاي الصينية من قبل /6/ دول وهي ( الصين وروسيا وطاجكستان وأوزبكستان وكازاخستان وقيرغيزستان) وهي منظمة دولية أورو آسيوية وتعدّ من أكبر المنظمات الدولية، توسعت هذه المنظمة مع الزمن, حيث أصبحت الآن تضم /9/ دول وهي الدول الست السابقة مع كل من ( الهند وباكستان وإيران)، وتوجد خطط لتوسعها مستقبلاً, حيث إنه يوجد حالياً / 6/ دول تعدّ شركاء للحوار وهي [ أرمينيا وأذربيجان وكمبوديا ونيبال وسيرلانكا وتركيا ] وهذه الدول مرشحة لتصبح عضواً كاملاً في المنظمة، كما يحضر اجتماعات المنظمة بصفة مراقب كلٌّ من (أفغانستان وبيلاروس ومنغوليا )، وتأتي أهمية هذه المنظمة على الساحة العالمية من خلال نتائجها المحققة, حيث أكد تقرير عن البنك الدولي لسنة /2021 / أن القيمة الإجمالية للناتج المحلي الإجمالي لدول المنظمة تجاوز /20/ تريليون دولار, أي بحدود /25%/ من الناتج العالمي، وتمتلك أغلب الثروات الطبيعية من نفط وغاز وموارد زراعية و مائية وتشرف على أهم خطوط النقل البري والبحري والجوي , ويعيش في دولها أكثر من /52%/ من سكان العالم وتحتل من مساحة العالم أكثر من /54%/ وشهدت تبادلات تجارية واستثمارية كبيرة من ناحية انسياب السلع والخدمات …إلخ ، ومن دولها /4/ دول تمتلك الطاقة النووية ، ودولتان أساسيتان من دولها التسع تحققان أكبر معدل نمو في العالم هما الصين والهند، وقد عقدت دول المنظمة اجتماعها الأخير بتاريخ 29/7/2022 في العاصمة الطاجيكية ( طشقند ) في وقت ينقسم العالم على نفسه بسبب ما يجري في سورية وإقليم الدونباس وأخيراً في تايوان الصينية والصراع العالمي الدائر للتخلص من القطبية الأحادية الأمريكية ودولارها وأن الغرب هو مركز العالم ، وتمت مناقشة عدد من القضايا المهمة في اجتماع المنظمة , منها على سبيل المثال وليس الحصر (التركيز على حسن الجوار ومواجهة الإر*ه*اب والتطرف الديني والعرقي وإحلال السلم العالمي, ما يسهم بزيادة معدل النمو الاقتصادي والناتج الإجمالي ويفعّل التبادل التجاري والاستثماري والمصرفي والتوجه لإيجاد عملة خاصة بها وبنوك تتعامل بالعملات الوطنية وإقامة مشاريع اقتصادية على مبدأ ( رابح – رابح ) والتعاون في المجالات المالية والثقافية والعلمية والتقنية والطاقة والاتصالات وحماية البيئة والسياحة والنقل و الرعاية الصحية والزراعة….إلخ )، فهل تتحول منظمة شنغهاي مع شقيقتيها ( مجموعة البريكس والاتحاد الأوراسي ) في ظل تغير موازين القوة الدولية لتكون مواجهة لحلف الناتو NATO الذي يريد أن يسيطر على العالم وتسخير الموارد العالمية لمصلحة الغرب ، ويسهم في ذلك أن دول المنظمة لإقامة منطقة تجارة حرة بين دولها لضمان انسياب السلع والخدمات والرساميل والإسراع في تأسيس وتعزيز (اتحاد البنوك المشتركة بين البنوك المركزية لدول المنظمة (SCO IBC) من مجلس رؤساء الحكومات الذي يجتمع كل سنة مرة واحدة أو عند الطلب بهدف توفير التمويل والخدمات المصرفية للمشاريع الاستثمارية والبنية التحتية والتقنية ، ومن هنا نتفهم التضامن الكبير لدول المنظمة من موقفها ضد تمدد الناتو شرقاً لضم دول جديدة تضاف إلى دوله الثلاثين بهدف محاصرة واستنزاف الدول التي لا تخضع للسياسة الأمريكية وخاصة كلاً من الصين وروسيا وأعلنت دول المنظمة عن تضامنها مع روسيا بحربها مع دول الناتو على الأرض الأوكرانية وأيضاً مع الصين بإدانة زيارة رئيس مجلس النواب الأمريكية السيدة ( نانسي بلوسي ) بتاريخ 2/8/2022 إلى جزيرة تايوان واختراقها مبدأ ( الصين واحدة وموحدة ) والذي اعترفت به الأمم المتحدة وأمريكا ودول الاتحاد الأوروبي وكل دول العالم، إذاً العالم منقسم على نفسه وقد عاد عهد وعصر التحالفات فهل نسرع الخطا في سورية للانضمام إلى هذه المنظمة الكبيرة ونحن نمتلك علاقات قوية مع أغلب دولها؟، وعندها نستفيد من المزايا التي تقدمها المنظمة على الساحة العالمية وبنك الاستثمار والخبرات الكبيرة التي تمتلكها هذه الدول ، وقد أكدت الأحداث والوقائع أن ما يجري في إقليم الدونباس وتايوان هو امتداد لما يجري في سورية وكأننا نسمع حالياً صوتاً واحداً انطلق من سورية بشكل عام وجزيرتها الغنّاء بشكل خاص وتردد صداه في جزيرة القرم والدونباس و تايوان ، وكل الدلائل تؤكد أن مصلحتنا كبيرة في الانضمام إلى منظمة شنغهاي وأيضاً بريكس والاتحاد الأوراسي وغيرها من التحالفات الدولية التي وقفت مع سورية وعندها يتعزز موقعنا الجيو سياسي في مواجهة الحرب الكونية علينا منذ تاريخ 15/3/2011 ولاسيما أن سورية هي نهاية البحار وبداية البر وتطل على البحر الأبيض المتوسط الذي يشهد صراعاً عالمياً كبيراً وهي نقطة وصل مهمة في المشروع الصيني العملاق ( طريق الحرير) ويساعدنا في هذا أننا نمتلك علاقات سياسية جيدة مع أغلب ومعظم دول هذه التحالفات وعندها نحول علاقاتنا