قطاعنا الزراعي المتهالك إلى أين؟
محمد فرحة
لعل السؤال المطروح الآن بعد كل الانتكاسات التي لحقت بقطاعنا الزراعي بشقية النباتي والحيواني على مدار العقدين الماضيين مؤداه إلى أين يسير هذا القطاع الحيوي الذي يشكل من ٢٥ إلى ٣٠ بالمئة من الناتج المحلي ، وفيه مصدر أمننا الغذائي؟
بلغة الأرقام لدينا مليون هكتار تعتمد على مياه الأمطار و٦٩٠ ألف هكتار تروى بمياه المشروعات الزراعية ، ومع ذلك لم يعد خافيا على أحد التقهقر الذي يعيشه هذا القطاع الاقتصادي المهم .
في السابق كنا ننتج ما يزيد على احتياجاتنا ونصدر الفائض من جراء تشجيع الفلاحين على زراعة القمح والدفع حسب الأسعار العالمية وتوفير كل مقومات النجاح لهذه المحاصيل .
يقول رئيس اتحاد فلاحي حماة حافظ سالم في رده على سؤال هل المتغيرات المناخية وحدها كانت سببا في تراجع إنتاجنا الزراعي: لا، أبدا ليس وحدها فهناك تقصير وتهميش للزراعة والفلاحين، فسابقا جاءت موجة جفاف مماثلة وكان فائض الإنتاج كبيرا، لكن قد يكون المناخ سببا من بين عدة أسباب وساهم في تراجع الإنتاج إلى حد ما، إلا أن النصيب الأكبر في هذا التراجع هو ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج من دون أخذه في الاعتبار عند دراسة تكاليف الإنتاج .
وأضاف رئيس اتحاد فلاحي حماة : الأسمدة والمحروقات لم تعد متاحة كما في السنين الماضية، فضلا عن أجور النقل واليد العاملة وفلاحة الأرض، فبعض هذه الأمور لا تدرس عند تقدير التكلفة وهذا خطأ، ولابد من هامش ربح محفز ومغر للمزارعين كي يزيدوا الإنتاج ، وهم الذين يعشقون الأرض فهي مصدر عيشهم وفيها تعزيز لاقتصادنا المحلي، فلا يجوز أن يترك الفلاح من دون دعم إذا ما أردنا لإنتاجنا الازدهار والنمو .