صحن البيض بـ16 ألفاً والمسوغات جاهزة
دانيه الدوس
هذه المرة السبب كان مختلفاً عند التجار فقد أرجعوا ارتفاع صحن البيض إلى تدمير بعض المداجن في منطقة جمرايا بسبب الغارات “الإسرائيلية ” الأخيرة، في حين عدّ المربون هذا الكلام مجرد “حكي ” فالمداجن المدمرة في تلك المنطقة لا تزيد على مدجنتين ليكرروا المسوغات المعهودة وهي قلة الكميات وزيادة الطلب وذبح أفواج كبيرة من الدجاج بسبب الخسائر العديدة للمربين وعزوف العديد من المربين عن التربية.
فقد وصل سعر صحن البيض في الأسواق إلى 16 ألفاً عند بعض الباعة مع تخوفات أن يعاود الارتفاع مجدداً ويصبح كغيره من المنتجات الحيوانية في قائمة الكماليات عند أغلب المواطنين.
هذا التخوف نفاه عضو لجنة مربي الدواجن حكمت حداد، فبرأيه عندما يرتفع السعر تقل كمية الاستهلاك فيعاود البيض للانخفاض مجدداً لكن هذه الفترة هناك ارتفاع في نسبة الاستهلاك لأننا في فصل الصيف وهناك نسبة من المغتربين بالتزامن مع قلة العرض.
وعدّ حداد البيض والفروج سلعاً مستوردة، فالعلف ومستلزمات إنتاجها جميعها مستوردة، مشيراً إلى عدم وجود أي دعم للمربي فمثلاً كل 3 أشهر حتى يحصل على 400 غرام ذرة و300 غرام صويا وهذه سعرها أقل من سعر التاجر بـ20% فقط ، ناهيك بأنها لا تكفي لإطعام الدواجن مدة 6 أيام.
و أكد حداد أن سعر تكلفة البيضة بات 445 ليرة في حين أن تكلفة صندوق البيض من أرض المدجنة 150 ألف ليرة أي إن تكلفة الصحن الواحد 13 ألف ليرة ناهيك بأسعار النقل.
الخبير في الإنتاج الحيواني عبد الرحمن قرنفلة أرجع ارتفاع سعر البيض إلى تعرض العديد من المربين خلال 6 أشهر السابقة إلى الخسارة نتيجة اضطرارهم بيع البيض بسعر دون التكلفة.
إضافة إلى توقف بعض المربين عن التربية وبيع البعض منهم قطيعه قبل نهاية عمره الإنتاجي ما أدى الى خلق نقص في عرض المادة عن حاجة السوق الفعلية الأمر الذي ساهم في رفع السعر، فالبيض سلعة غير تخزينية ولا يمكن الاحتفاظ بها في الشروط الطبيعية لفترات طويلة فهي تخضع لسياسة العرض والطلب.
ولم ينفِ قرنفلة أن يرتفع سعر البيض مستقبلاً، فحالياً سعر البيض متذبذب كما يقول وجميع الاحتمالات ممكنة، فلا يوجد تنبؤ علمي بتطورات السعر مستقبلاً نتيجة عدم توفر إحصاءات حول حجم الطلب الراهن، وعن عدد المداجن العاملة فعلياً ولعلّ أي ارتفاع مستقبلي لسعر صحن البيض يرتبط بصورة أساسية بتطورات أسعار المواد العلفية التي أصبحت تشكل حوالي 88% من إجمالي تكاليف الإنتاج.
وأشار قرنفلة إلى أن المعالجة الجذرية لأزمات قطاع الدواجن تحتاج استراتيجية وطنية تضع سياسات وخططاً قصيرة ومتوسطة وطويلة الأمد لمعالجة مشكلات القطاع، وضمان استقرار تشغيل المداجن وفق حجم الطلب الفعلي وضبط حركة صيصان الأمات المستوردة ومراقبة عمليات التهريب عبر الحدود.
إضافة إلى أنه لابدّ من توسيع دور المؤسسة السورية للتجارة من خلال إنجاز عقود منصفة لاستجرار إنتاج المداجن بأسعار معقولة وطرحها في الأسواق عبر صالاتها