وقائع من طمي سهل الغاب.. لماذا تراجع إنتاجه؟
محمد فرحة
لم يعد طمي سهل العاب مصدراً كبيراً للإنتاج الزراعي والحيواني والأسماك، التي كان يشكل تصريفها حتى مطلع الألفية الثانية قلقاً للجهات المعنية ولزارعيها، فإذا كنا نتحدث عن سهل الغاب بأراضيه الزراعية الواسعة ماضياً فقد بدأ هذا الإنتاج اليوم يتلاشى ويتراجع لعدة أسباب يأتي في مقدمتها الإهمال الذي لازمه طوال العقدين الماضين حاله كحال العديد من المساحات الزراعية، ثانياً حركة البناء التي راحت تقضم تلك المساحات الزراعية والتي إن لم يطلها البناء اليوم يطولها زحف التبوير, وفي الحالتين خسارة كبيرة للاقتصاد المحلي .
في لغة الأرقام والتي هي لغة الإقناع يمتد سهل الغاب من العتبة البازلتية شمالاً إلى بلدة العشارنة جنوباً، بطول ٦٠ كم وعرض وسطي ١٠ كم بمساحة تقدر بـ٤٥٩٠٠ هكتار.
وعن إنتاجه الزراعي فقد كان ما قبل الأزمة ١٥٠ ألف طن من القمح و٦٥٠ ألف طن من الشوندر و٦٥ ألف طن من القطن و٤٥ ألف طن من البطاطا ومن الذرة الصفراء ٢٥ ألف طن، في حين كان الإنتاج من الأسماك ٦٠٠ طن إضافة إلى ١٠ في المئة من إجمالي إنتاجنا من اللحوم .
يبدو اليوم أن الهيئة العامة للثروة السمكية أدركت أهمية ما كان ينتجه سهل الغاب من الأسماك فتدرس إعادة أكثر من 20 حوضاً لتربية الأسماك التابعة لها، وهذه خطوة في غاية الأهمية .
هذا الإنتاج كان من سهل الغاب وحده، في الوقت الذي كان النمو السكاني في سورية 2.5%, وهي الأعلى في العالم، اليوم لم نعد نرى هذا الإنتاج الفائض وللدلالة على ذلك لم يتجاوز إنتاج سهل الغاب من الأقماح لهذا العام أكثر من 115,000 طن, ومن الشوندر 90,000 طن أما الأسماك فلا يوجد أي منتج للأسماك تابع للقطاع العام لكن اليوم جلّ الحديث يدور كيف يتم قضم الأراضي الزراعية للبناء على حساب أمننا الغذائي؟.
لم ينفِ رئيس اتحاد فلاحي حماة حافظ سالم عندما سألناه عن حركة البناء في سهل الغاب وكيف يتم قضم الأراضي الزراعية وقال: نعم هناك حركة بناء واسعة فيها وغيرت الأراضي الزراعية في سهل الغاب وهذا مؤسف جداً فسهل الغاب هو أرض خصبة تصلح للإنتاج الزراعي ومن المؤسف التوسع السكني فيها وبغيرها في سورية .
لكن تأخير الحكومات السابقة والحالية في استكمال القرى النموذجية العشر ساهم إلى حدٍّ ما في التوسع العمراني بالأراضي الزراعية هنا في مجال سهل الغاب .
وأضاف سالم: لو تم بناء هذه القرى لكان قد أوقف إلى حدٍّ ما هذا البناء النظامي والعشوائي الذي يقام بين الحين والآخر في الأراضي الزراعية وهذا مؤسف وهذا لا يجري فقط في سهل وإنما في أغلب أراضينا الزراعية, وهذا قد يكون حالة طبيعية من جراء النمو السكاني وغياب السكن التعاوني والسكن الشبابي .
باختصار شديد وأسف نخشى أن يأتي يوم ونرى فيه غياب أراضينا الزراعية الخصبة والمنتجة ومصدر إنتاجنا الزراعي وقوة اقتصادنا، فكيف نعيد لسهل الغاب بهاءه ووفرة إنتاجه ونوقف الزحف العمراني فيه وفي غيره من المساحات الزراعية .