المخدرات آفة العصر

دينا عبد

تعد مشكلة المخدرات من أكبر المشكلات التي تعانيها دول العالم كلها، وتسعى جاهدة لمحاربتها لما لها من أضرار جسيمة من النواحي الصحية والاجتماعية والاقتصادية.

ولم تعد هذه المشكلة مقتصرة على نوع واحد من المخدرات، أو بلد معين أو طبقة محددة من المجتمع، بل شملت كل الطبقات كما ظهرت مركبات عديدة وجديدة لها تأثير واضح على الجهاز العصبي والدماغ.

د.هيفاء سعيد مديرة برنامج التدخين والقرى الصحية في مديرية صحة ريف دمشق، بينت أن الإدمان هو الحالة الناتجة عن استعمال مواد مخدرة بصفة مستمرة، بحيث يصبح الإنسان معتمداً عليها نفسياً وجسدياً، بل ويحتاج إلى زيادة الجرعة من وقت لآخر ليحصل على الأثر نفسه دائماً ؛ وهكذا يتناول المدمن جرعات تتضاعف في زمن وجيز، حتى تصل إلى درجة تسبب أشد الضرر بالجسم والعقل، فيفقد الشخص القدرة على القيام بأعماله و واجباته اليومية في غياب هذه المادة، وفي حال التوقف عن استعمالها تظهر عليه أعراض نفسية وجسدية خطيرة تسمى ” أعراض الانسحاب” وقد تؤدي إلى الموت أو الإدمان؛ أما الأسباب التي تعرض الفرد إلى الإدمان، فهي الجهل بأخطار المخدرات، وضعف الوازع الديني، والتفكك الأسري والفقر والأمية، والثراء الفاحش، وافتقار المراهقين إلى اهتمام الوالدين، وغياب الرقابة والتوجيه من قبلهم، وعدم وجود الحوار بين أفراد العائلة، ومصاحبة رفاق السوء، والبطالة والفراغ، وتظهر علامات على الشخص المدمن مثل التغير المفاجئ في نمط الحياة، كالغياب المتكرر، والانقطاع عن العمل والدراسة، وتدني مستوى التحصيل الدراسي، والأداء في العمل، والخروج من البيت لفترات طويلة، والتعامل بسرية فيما يتعلق بخصوصياته، وتقلب المزاج وعدم الاهتمام بالمظهر، والغضب والعدوانية والإسراف، أو الانطواء والوحدة ومن ثم فقدان الوزن الناتج عن فقدان الشهية.

ومضاعفات إدمان المخدرات كثيرة، أولاً: المشاكل الصحية التي تؤثر في كل أجهزة الجسم، وفقدان الوعي والغيبوبة والموت المفاجئ عند أخذ جرعات عالية، أو عند الجمع بين المخدرات والكحول، كذلك الإصابة بالأمراض مثل الإيدز عن طرق مشاركة الإبر، ويتعرض المدمن لحوادث السير وكذلك الانتحار .

ومن أضرار المخدرات على المستوى الاجتماعي المشكلات الأسرية، بسبب التغير السلوكي للمدمن، ولا ننسى المساءلة القانونية بالإضافة إلى التأثيرات على المستوى المادي، فالإدمان يؤدي إلى إنفاق المال بلا حساب، وقد يضطر إلى شرائها بالسرقة والاعتداء على الآخرين.

المراهقون هم النسبة الأكبر في متعاطي المخدرات فهم بيئة خصبة وفريسة سهلة لتجار المخدرات، لجذبهم نحو عالم التعاطي والترويج؛ لذلك يجب على الأسرة أن تقوم بتوعية الابن المراهق بأضرار المخدرات، وأن يجعلوا له حاجزاً نفسياً بينه وبينها، وأن يتعلم كيفية الرفض في حال عرضت عليه أو قدمت له الاغراءات لتعاطيها .

وأخيراً : لا بدّ للوالدين من مجموعة نصائح لحماية ابنهم المراهق من تعاطي المخدرات، منها محاورته حول أضرار المخدرات، والاستفسار عن وجهة نظره حول تعاطيها، ولابدّ من توخي الحذر من وسائل التواصل الاجتماعي المشبوهة، والتي قد تهون أحياناً من أضرار تعاطي المخدرات ، كما يجب على الوالد أن يناقش مع ابنه سبل مقاومة الضغط الحاصل من رفاق السوء، وتبادل الأفكار مع المراهق، حول كيفية رفض عروض وإغراءات المخدرات، ولا ننسى أن يقوم الوالدان باستراتيجيات لمنع تعاطي ابنهم المراهق المخدرات، مثل رعاية مواهبه ودفعه إلى أنشطة تحت إشراف الراشدين، ولا ننسى أن التشجيع والتحفيز والمديح في حال حقق نجاحاً قد يكون سبباً في رفضه التعاطي، ولابدّ أن نكون لأبنائنا القدوة الحسنة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار