تأرجح جودة الرغيف.. هل أعجزتنا الوسيلة لتدبر صناعته..؟
وليد الزعبي:
تكاد لا تغيب الأحاديث هنا وهناك عن تذبذب جودة صناعة رغيف الخبز، والغالب هو تدني المواصفات من جهة الاستواء والسماكة والطعم والرائحة واللون في الكثير من المخابز، حتى يصبح الرغيف أحياناً غير مستساغ للتناول وتذهب كميات ليست بقليلة منه للتلف، ناهيك بنقص الوزن الذي يحدث في معظم الأفران الخاصة.
وخلال لقاءات «تشرين» مع عدد من المواطنين أشاروا إلى أن هناك مشكلة حقيقية في نوعية الخبز الذي يستلمونه من المعتمدين، حيث إنه يتعرض للتفتت فور إخراجه من أكياس النايلون لتكديسه بكميات كبيرة فوق بعض من دون استخدام الصناديق التي تحافظ على جودته، وأحياناً كثيرة تجده بلون أصفر تتخلله بقع السواد، وفيه سماكة ورطوبة (معجّن)، وعليه بقايا من حبيبات الطحين التي تتناثر كيفما حركت الرغيف.
وأبدى المواطنون استغرابهم لتفاوت الجودة من مخبز لآخر، حيث تجد إنتاج بعضها جيداً وبجودة مستقرة في حين أن غيرها بإنتاج سيئ جداً، لافتين إلى أن الهدر المترتب عن سوء الصناعة كبير ويحول كميات ليست بقليلة من الخبز إلى العلف، وذكروا أن أكثر المخابز الخاصة تبيع ربطات الخبز بوزن ناقص وبحدود تتراوح بين 200 و400 غرام عن الوزن النظامي، لكن المستهلك لم يعد يقف عند ذلك إذا كان مستوى الجودة عالياً، ولسان حاله يقول: وزن أقل مع جودة مناسبة.. أفضل من وزن نظامي بلا جودة.
ولفت البعض إلى أن العديد من المخابز الخاصة تقوم بعملية تنخيل الدقيق وبذلك يخرج الخبز بلون أبيض وجيد، فبما مادة النخالة الناتجة عن التنخيل تباع بسعر أعلى من الخبز، وهذا الأمر لا تستطيع المخابز الآلية العامة فعله لكونه مخالفاً وهو أحد أسباب تفاوت الجودة حيث إن الخبز بالمخابز الخاصة أفضل منه أحياناً بالمخابز العامة.
ولم يخفِ عدد من المواطنين ما يفعله العديد من المعتمدين، إذ يجبرون المواطن على ترك البطاقة الإلكترونية عندهم بشكل دائم، وسواء قدّم صاحب البطاقة لاستلام الخبز أم لا حسب حاجته فإن المعتمد يدخلها على الجهاز ويصرف مخصصاته، وإن لم يحضر لأخذها يتصرف بها المعتمد (متاجرةً أو تيبيساً لغرض العلف)، وفي حال رفض صاحب البطاقة ترك البطاقة يرفض المعتمد تسليمه الخبز، وهذه الحالة تتكرر في الأفران الخاصة وعلى الأغلب في الأرياف، لكن هنا فالأفران لا تخبز كامل مخصصاتها، والوفر المتحقق لديها من الدقيق نتيجة نقص الوزن أو عدم قدوم بعض المواطنين لاستلام مخصصاتهم في بعض الأيام لعدم الحاجة تتم المتاجرة بذلك الدقيق.
الأمر المهم الذي تحدث عنه عدد من مواطني بعض بلدات المحافظة يتعلق بتوقف عمل بعض المخابز الخاصة أحياناً عن العمل بمبرر عدم وصول الدقيق أو تأخر وصوله، الأمر الذي يربكهم في تأمين احتياجاتهم، آملين تلافي هذه الأمر وإيجاد الحلول المناسبة له.