ظروف الحياة الصعبة تفرض على اليافعين العمل
دينا عبد:
في الوقت الذي يجب أن يقضيه الفتيان والفتيات في التحضير لسنة دراسية مقبلة عن طريق اتباعهم للدورات التعليمية؛ هناك أسر ترسل أبناءها للعمل من أجل الحصول على دخل إضافي لسد عجز مصروفاتها أمام أعباء الحياة اليومية.
مهند فتى في الحادية عشرة من عمره يعمل في توصيل الطلبات من خضروات وفواكه في أحد محال السوبر ماركت مقابل٣٠٠٠ ليرة يومياً يقول مهند: إن العمل هو رغبته ولم يجبره أهله على ذلك، ولكنه شعر أن متطلبات الحياة باهظة الثمن فرغب في مساعدة أهله لسد بعض مصاريف المعيشة، خاصة أنهم يعيشون في بيت ( مستأجر) لذلك يستغل أيام العطلة للعمل، ويعود خلال العام الدراسي إلى مدرسته ويواظب على المذاكرة.
أما هناء وأمها وإخوتها فهم يعملون ضمن المنزل على تحضير المونة للزبائن الميسورين الذين يطلبون منها كما تقول فرط الفول والبازلاء وحفر الباذنجان والكوسا وفرم البقدونس، ومنهم من يطلب طبخات شبه جاهزة لا يتطلب منهم سوى وضعها على النار، وكل ذلك بحسب أم هناء مقابل مبلغ من المال يعينها مع بناتها الثلاث على العيش بكرامة بعد وفاة زوجها الذي تركها تعارك الحياة بنفسها.
وفي أحد صالونات التجميل تعمل مها البالغة من العمر ١٥ سنة، والتي أنهت منذ أيام قليلة امتحان شهادة التعليم الأساسي لتدخل إلى العمل والتعلم في وقت واحد.
تقول مها: أنظف الصالون وأعد الشاي والقهوة للزبائن مقابل ٦٠٠٠ ليرة أسبوعياً إضافة إلى ذلك أحاول أن أتعلم المهنة.
الاستشارية التربوية صبا حميشة ترى أن العمل في فترة مبكرة سواء للذكور أوالإناث ليس أمراً خاطئاً لأنه يكسبهم مهارات التدرج بالعمل والاعتماد على النفس والإحساس بالمسؤولية وبتعب الأهل الذين يعملون طوال النهار لتحصيل مايسد ثمن طعامهم ؛ وتشير على الابن أن يجرب ويكتشف ما هو خارج حدود الأسرة، وأن يفهم معنى العمل بالممارسة لأنه سيحس بقيمة العمل مع طول ساعات الفراغ التي كان سيقضيها في الشارع بحكم ارتباط أهله بوظيفة خارج المنزل.
وعن إيجابيات العمل بينت حميشةأن العمل في سن مبكرة يعتبر بداية الاحتكاك المباشر مع سوق العمل والإحساس بالقدرة على الإنتاج، لذلك من الضروري إكساب الأبناء الذين يعملون في سن مبكرة الخبرة من أهاليهم، وخاصة آباءهم الذين انخرطوا سابقاً بسوق العمل في عمر صغير، وتحذيرهم من الوقوع في الأخطاء، وأن الممارسة والتكرار سوف تزيدهم قوة وحماسة.