المنظفات …. أسعارها كاوية وتدن كبير بالجودة !!
رفاه نيوف
بات شراء المنظفات مرهقاً للكثير من العائلات وذلك بعد ارتفاع أسعارها بما يفوق القدرة على اقتنائها، بورصة الزيادة لن تتوقف عند حد، فمع مطلع كل صباح تطالعنا أسعار جديدة للمنظفات، ومع ذلك فإن المواطن مضطر لشرائها فهي من المواد الأساسية التي لا غنى عنها، عشرات المنشآت رخصت في محافظة طرطوس، وعشرات الضبوط سجلت بحق منشآت مخالفة، وهنا يتساءل المستهلك: لماذا هذا الارتفاع الجنوني لأسعار المنظفات وهل عجزت الجهات المعنية عن ضبطها وإلزام المنتجين بمواصفات جيدة تتناسب مع ارتفاع أسعارها؟ وهل باتت العودة لصناعة الصابون اليدوي هي الحل الوحيد أمام جشع التجار ؟
/146/ منشأة في طرطوس
بلغ عدد المنشآت المرخصة لمعامل وورشات صناعة المنظفات /146/ منشأة, كما أكد مدير الصناعة في طرطوس المهندس عمار علي , منها /63/منشأة صابون سائل، و/31/ منشأة مساحيق بودرة /18 منشأة معقمات كلور وفلاش وملمع زجاج، إضافة إلى /34/ منشأة سائل جلي.
وأشار علي إلى أن مديرية الصناعة لا تعطي الترخيص النهائي للمنشأة إلا بعد سحب عينات وإرسالها لمديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك لبيان المواصفة ومطابقتها للمواصفات القياسية السورية .
(مواد غير مطابقة للمواصفات)
أكد أغلب المواطنين الذين التقتهم “تشرين” أن كل الأنواع الموجودة من المنظفات في أسواق محافظة طرطوس سيئة من حيث المواصفة، فالصابون مثلاً, كما تقول السيدة سمر ديب: على الرغم من سعره المرتفع والذي وصل إلى2000 ليرة لـ”لوح” الصابون الواحد لا يدوم أكثر من يوم.
وقالت السيدة نسرين: تعطلت الغسالة في بيتي بسبب بودرة الغسيل التي أستخدمها، كما أكدت لي ورشة الإصلاح , فالرغوة زائدة وهي تؤثر سلباً على أداء الغسالة الأوتوماتيك وتعطلها ونصحني باستبدال المسحوق، قمت باستبداله بأجود الأنواع كما ذكر لي بائع المفرق وبسعر تجاوز /13/ ألف ليرة للكيس وزن /2/ كيلو غرام والنتيجة واحدة .
وتابعت: ندفع ثمن المنظفات أكثر من نصف الراتب ونحن راضون, ولكن لماذا غابت الجودة والمواصفة وأين الجهات الرقابية ؟
تدني الجودة حفاظاً على القدرة الشرائية
من جهته أكد (ح. س) صاحب منشأة لصناعة المنظفات بأنواعها, تشغل /12/ عاملاً وإن ارتفاع الأسعار المستمر طبيعي أمام ما يواجهه الصناعي من ارتفاع مستمر لأسعار المحروقات, وتالياً ارتفاع أجور النقل والضرائب ، إضافة لمصاريف أخرى مثل هدر مواد أولية وارتفاع تكلفة الإنتاج وأجور الشحن أجور العمال ، فالتكلفة كبيرة جداً وهذا كله سينعكس على المواصفة .
تماشياً مع القوة الشرائية
وأشار صاحب المنشأة إلى أن منشآت صناعة المنظفات تستخدم اليوم مواد نخب رابع، وذلك حفاظاً على القوة الشرائية للمستهلك، فالشركات الكبيرة لم تستطع المحافظة على مستوى عال من الجودة فكيف بورش صغيرة ولاستمرار تدفق المواد المنظفة إلى الأسواق وبأسعار تناسب المستهلك عملنا على استخدام مواد بجودة أقل، وخاصة في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة التي نمر بها ، إضافة إلى أن المواد الأولية الموثوقة انقطعت من الأسواق بسبب الحصار الاقتصادي وبتنا نشتري مواد أولية غير موثوقة وهذا أوقعنا بمشكلات كبيرة وأولها تدني جودة المنتج وتراجع في نسبة الأرباح بالنسبة للمنتج .
سعر المنظفات تنافسي
وعن آلية تسعير المواد قال صاحب المنشأة : يحدد سعر المنتج النهائي بعد تقديم بيان تكلفة لمديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك وبناء عليه يتم وضع السعر النهائي ، مع العلم بأن سعر المنظفات سعر تنافسي ولا يمكن وضع سعر نهائي للمنتج وخاصة مع عدم ثبات أسعار المواد الداخلة بصناعته والتي تزداد بشكل يومي , وهذا يضطرنا لرفع الأسعار باستمرار ، والمنتج أولاً وأخيراً همه الوحيد الاستمرار بتقديم المنتج للمستهلك وأن يكون بمتناوله ضمن القدرة الشرائية له .
/11/ ضبطاً الشهر الماضي
مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في طرطوس بشار شدود أكد أن المديرية تعمل على رقابة منشآت صناعة المنظفات في المحافظة وأغلب العينات المسحوبة منها نتيجتها مخالفة وخلال الشهر الماضي تم ضبط /11/ منشأة مخالفة , ثلاث منها بسبب انخفاض المادة الفعالة عن 18% كحد أدنى ومنشأة لزيادة كلور الصوديوم عن 2 % ، وثلاث منشآت لعدم وجود بطاقة مواصفة وأخرى لعدم تحرير فواتير وتعديل بيان تكلفة، إضافة لمخالفة منشأة لحيازة مواد منتهية الصلاحية .
العودة إلى الصناعة اليدوية
المهندسة الزراعية كوكب خضور مسؤولة دائرة المرأة الريفية في منطقة القدموس والتي درّبت الكثير من النساء الريفيات على صناعة الصابون تقول : مع تنامي الطلب على المنظفات وخاصة بعد انتشار فيروس “كورونا” ارتفعت أسعارها بشكل كبير , إلا أن العديد من النساء في الساحل سواء في الريف أو المدينة يعملن على صناعة الصابون يدوياً والكثير من الأسر تعمل على صناعة صابون زيت الزيتون بعد انتهاء موسم عصر الزيتون وهو تقليد سنوي عند الكثيرين ، وصناعة الصابون صناعة أساسية وسهلة ويمكن أن تكون منزلية لا تحتاج ليد عاملة كثيرة ولا إلى تكاليف إنتاج مرتفعة وموادها الأولية متوافرة , كما أن أرباحها جيدة, فإذا حسبنا الجدوى الاقتصادية لهذا المشروع تضرب تكاليف الإنتاج دائماً بـ /4/ وهناك مجموعة من النساء الريفيات يعملن بهذه الصناعة وذلك بعد أن اتبعن دورات تدريبية خاصة بهذه الصناعة , فمثلاً في منطقة القدموس توجد أكثر من عشرين مزارعة تعمل بهذه الصناعة، وخاصة بعد أن أصبحت مطلوبة بشكل كبير مؤخراً.
أخيراً : هل نستطيع أن نضع حداً لهذه التجاوزات الكبيرة من أصحاب منشآت صناعة المنظفات وضبط أسعارها بما ينصف المنتج والمستهلك؟ و هل تكفي الضبوط لمنع التلاعب والغش بهذه المواد التي تعد من الأساسيات ؟.