متطلبات الشباب من التعليم في ورشة عمل

أيمن فلحوط

ركز المشاركون في ورشة العمل التي أقامها الاتحاد الوطني لطلبة سورية اليوم في قاعة رضا سعيد في جامعة دمشق تحت عنوان” متطلبات الشباب من التعليم والآليات المقترحة للتحول في التعليم وفق نظر الشباب” على جوانب مهمة تتعلق بالمشكلات، والسبل الكفيلة بتلافيها، والنهوض بالعملية التعليمة، ما قبل التعليم الجامعي وما بعده، بعد حوارات عديدة بمشاركة العديد من طلبة الدراسات العليا في مختلف الجامعات الحكومية والخاصة، وامتدت لساعات.
وتأتي الورشة ضمن إطار الدعوة الموجهة لسورية من قبل الأمين العام للأمم المتحدة لسورية للمشاركة في قمة التعليم في أيلول المقبل في الدورة 77 للجمعية.
رئيس مكتب الدراسات في الاتحاد الوطني لطلبة سورية عماد العمر، منظم الورشة أكد لتشرين أن الغاية من الورشة التعرف على متطلبات الشباب في قطاع التعليم، وهدفنا إظهار رأي الشباب في موضوع التعليم وآلياته، وأهداف التحول في عملية التحول، وخاصة في ظل الظروف الصعبة التي مرت بها سورية خلال المرحلة الماضية في الحرب على الوطن وجائحة كورونا، وتأثيرات ذلك على مسارات التعليم، وركزنا على الخطط التقنية لعام 2030 والتي تأتي ضمن الأهداف 17 للتنمية المستدامة ومن بينها الهدف الرابع المعني بالتعليم.
ويبرز هنا الدور الأساسي لوسائل الإعلام في التعريف بأهداف التنمية المستدامة وأهميتها، وكيفية قياسها وتأصيلها على المستوى الوطني، وكذلك في وضع الخطط الوطنية التنموية الاقتصادية والاجتماعية، لكونها هي العامل الأساسي في عملية التخطيط الاقتصادي والاجتماعي.
وبالمحصلة ستكون المخرجات للورشة من بين المقترحات في الورقة الوطنية التي ستقدم باسم سورية في الدورة 77 في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
مستشار رئيس هيئة التخطيط والتعاون الدولي الأستاذ رفعت حجازي قال لتشرين: في نطاق السياسة الوطنية هناك شريحة مهمة هم الطلبة ، والمنهجيات الحديثة اليوم تولي أهمية كبيرة للمستفيدين وأصحاب المصلحة في تحديد السياسات العامة، والمستفيد من قطاع التعليم بشكل أساسي هم الطلبة.
وتأتي الورشة كجزء من دمج شريحة الطلبة لتكون الفائدة أوسع من مخرجات النظام التعليمي في عملية التخطيط والتحسين وتصويب مسارات التعليم.
ونتيجة للحرب على سورية ولأزمة كوفيد 19 صارت لدينا معاناة أخرى في قطاع التعليم أدت لانحرافات كبيرة، وما أضيف من أفكار خلال الورشة سنعمل على إضافته إلى الأفكار الموجودة في خطط التنمية المستدامة، ضمن إطار خطط التنمية الوطنية، وبرنامج سورية ما بعد الحرب، واستراتيجية سورية لعامي 2020 و2030 لتصب في النهاية ضمن استراتيجية الأمم المتحدة المتعلقة بالسكان والتعليم وغيرها.
بدوره الدكتور جمعة حجازي رئيس المرصد العمالي في اتحاد نقابات العمل، الذي أدار الحوار في الورشة تحدث لتشرين عن أهميتها مبيناً دورها المهم في الوقوف على قضايا التعليم، من خلال الحوار والاستماع لأراء الشباب في قضايا التعليم، ومعرفة آرائهم واتجاهات تفكيرهم، وكيف يمكن تصحيح مسارات الاختلالات الموجودة في مؤشرات التعليم على المستوى الوطني، وكان هناك حوارات جيدة وعميقة من الطلبة، بغية الوصول إلى خطة وطنية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في هذا القطاع ليضاف إلى بقية قطاعات المجتمع.
أضافت المهندسة نورمان غزالي ممثل طلاب الدراسات العليا بكلية الهندسة الزراعية في جامعة دمشق:
بحكم أننا بلد زراعي يجب أن نستفيد من مواردنا لأقصى ما يمكن، من دون أي استنزاف لأرضنا وكذلك مواردنا المائية، من خلال سياسات التنمية المستدامة التي ينبغي استخدامها للحفاظ على تلك المصادر، فبدلاً من أن تخدمنا الأرض لعشر سنوات، علينا العمل لتحقق الفائدة لخمسين سنة أو أكثر من ذلك.
ولذلك ركزت في ورقة العمل التي تقدمت بها على أهمية الاستفادة من التنمية البيئية المستدامة للاستفادة من مواردنا الطبيعية لأقصى حد ممكن.
بدوره رئيس لجنة الدراسات العليا في المعهد العالي للتخطيط الإقليمي نورس الجرماني أشار لارتباط مشكلة التعليم في سورية بثلاث نقاط مهمة تتعلق بالفقر والطاقة والعمل، فالفقر يجعل المرء يبحث عن المأكل والمشرب من دون البحث عن التعلم، والطاقة هي المشكلة الأكبر لأنه بغيابها لا يمكننا التعامل مع مستلزمات ووسائل النجاح والتكنولوجيا الحديثة في نطاق التعلم، وعندها لا يمكنني أن أكون متمكناً من الوصول إلى سوق العمل في ضوء عدم توافر فرص العمل، فتضيع السنوات العديدة من الدراسة من دون أي جدوى عندها.
والحل برأي الجرماني يكمن في القضاء على الفقر أو الحد منه في المرحلة الأولى، والتركيز على المشاريع متناهية الصغر والمشاريع الصغيرة لتأمين فرص العمل ولتحسين العملية الإنتاجية، والحصول على بيانات صحيحة لقياس المؤشرات بدقة لكي أتمكن من القياس عليها بشكل دقيق.
وأضافت لورين ميا – ماجستير حماية أسرة من جامعة دمشق أن الأسرة هي الأساس لتحقيق أي انطلاقة واثقة نحو الأفضل.
وقالت نورشان منصور اختصاص تربية طفل: ينبغي العمل على الحد من الزواج المبكر الذي يتسبب في تسرب العديد من الفتيات من المدارس بحكم العادات والتقاليد، والعمل على رفع سن الزواج والتقيد بذلك ومراقبته، خاصة بعد إصدار القوانين التي حرصت على رفع سن الزواج، وفي المقابل علينا توفير فرص العمل للخريجين وخاصة خريجي رياض الأطفال .

تصوير : وائل خليفة

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار