سوق للطاقة البديلة !
كما يبدو فإن الطموح كبير بتصاعد الاستثمارات بالطاقة البديلة، والمنطقي أن يترافق هذا الطموح مع استثمارات بتصنيع مستلزمات هذه الاستثمارات من ألواح شمسية وبطاريات قابلة للشحن، وأكثر من ذلك من المفترض تعديل كل الأدوات الكهربائية بما ينسجم مع الطاقة الجديدة كالبرادات والثلاجات والمراوح وأجهزة التسخين وما إلى ذلك، بحيث يتم تعديلها من العمل على الكهرباء إلى العمل على البطاريات ولاسيما فيما يتعلق بالمنتجات الكهربائية الجديدة.
ولا يبدو هذا التوجه صعباً مادامت هناك خريطة استثمارية تمنح مزايا للصناعيين والمستثمرين الذين يقومون بصناعات واستثمارات في البنية التحتية .
ولاشك في أن إنتاج خلايا الطاقة الشمسية التي بدأت شركة سيرونيكس بالعمل عليها يمكن أن يكون باكورة هذه الصناعة المهمة التي بدأت تنتشر في العالم بشقيه النامي والمتطور .
إن موضوع تأمين الطاقة بات مطلباً مهماً ولا يمكن أن ننشىء استثماراً مجدياً مادمنا نعتمد على استيراد المواد الأولية.. ولاسيما فيما يتعلق بالبطاريات وصناعتها التي باتت تستحوذ على العديد من الأسواق نظراً لأهميتها وفاعليتها، إذ إن مستقبل سوق البطاريات واعد بشكل مستمر وأبوابه متسعة، وفي الوقت نفسه فإن التخطيط والتحضير لهذه الصناعات المستقبلية المهمة سيجعلان من سورية مصدراً مهماً في صناعة البطاريات ومستلزمات الطاقة البديلة في المنطقة، الأمر الذي سينعكس على التدفقات الاستثمارية إليها وتساعد في ذلك الابتكارات المتواصلة لاستخدام البطاريات والطاقات المتجددة كوقود نظيف والذي يسهم في تخفيف الانعكاسات السلبية لهذه الصناعة على البيئة، كما أنها تخفض تكاليف الإنتاج، مع الانتشار الواسع للاعتماد على هذا النوع من مصادر الطاقة في سورية وغيرها من الدول.. ولا تقتصر البطاريات على الأجهزة الإلكترونية المختلفة فقط, بل تشمل صناعة السيارات الكهربائية التي تنتشر بسرعة فائقة، وتشمل أيضاً تزويد المناطق النائية في الدول المجاورة بالطاقة من خلالها.
ووفق آخر التوقعات، فإن سوق البطاريات العالمية سيسجل معدل نمو سنوي مركباً بنسبة 15.8 في المئة خلال الفترة الواقعة بين 2022 و2027، ليصل إلى أكثر من 250 مليار دولار بحلول 2027، مرتفعاً من 99 مليار دولار عام 2020. وهذا نمو كبير يدعم التحولات الراهنة على صعيد التعاطي مع مصادر الطاقة.
وما نأمله أن يتم التخطيط لاستثمارات جديدة وتأمين مستلزماتها على صعيد الزمن القريب والمتوسط حسب احتياجاتنا التنموية .