حاجة إلى التعليم الوطني والسياسي!

بشار عمرو:
لا يحبذ الكثيرون الخوض في حديث السياسة، على الرغم من أن أحداث السلم أو الحرب بشكل خاص موجودة دائماً في الوطن العربي، والحقيقة أن السياسة صراع مع الذات ومع الآخر.
يروي قسم من الناس حكاية التعلق بالسياسة بأنها حياة تتيح الفرص لأنها تعني إقامة العلاقات مع أصحاب الاختصاص في هذا الميدان، هؤلاء هم من اعتادوا حضور نشرات الأخبار، وقراءة الصحف، ولقاء رجال السياسة، لا بل المحافظة على التعاون معهم، إنه منطق عقلاني، وآخرون كمن عرفناهم من أصحاب ذكريات أليمة في وطننا العربي يرجون ألّا يدور الحديث حول هذا اللون من الميادين، إنهم لا يقدرون على خوض الحديث فيها بسبب ضعف القدرات.

لماذا؟
لأنه يعني بشكل وباتجاه واحد الانتماء، وهذا الانتماء مبني غالباً على قضية، معظم من ساروا في قضاياهم بالطريق الصحيح حصلوا على مبتغاهم، الحق لا يعني شكلين وإنما يتخذ وجهاً واحداً.
وعندما يضع الإنسان لنفسه منهج حياة فلا بدّ من الالتزام بهذا الخط أو يتحمل كوارث، نعم كوارث ما لا تحمد عقباه.
الانتماء هو ما ينعش الفرد والمجتمع والدولة، وفي كتب علم الاجتماع أجدني أقف عند مكونات المجتمع لأرى أن الإنسان يولد بين كنف والديه ويتجه للحضانة والمدرسة ثم المجتمع، أهل العلم يرون أن المجتمع يتكون من نظام الأسرة والنظام السياسي والنظام الاقتصادي، وأن أي خلل في التركيبة ينعكس سلباً مسبباً الأزمات.
إذاً العلاج الذي هو طريق حياة، ليس في الهواء بل بالتفاعل مع الناس.
أليست البلاد أحق بالتفاعل معها من تركها من دون رحمة، تحزن لرؤية عديم الإمكانات ولا تحزن للأمة التي تنادي عليك، لو قال لك سائل التحق، هل ترده خائباً.
معذرة يا أمة ويا بلد.. إن وجعك يحمل ما هو أكثر من الظلام.. متى تضمين أبناءك يا أمة؟
أعود لأكرر، نحن أمام فرصة العودة لبناء الأمة، ولن ترحم الأجيال المقبلة ضياع هذه اللحظة، و أنا على علم بمدى توق الشباب لإعادة الدفء إلى البلد.
صقل الشخصية السياسية أولى من كل البرامج، ولا يتحقق ذلك إلّا بتعليم شبان الأمة حول الحقوق والممارسات السياسية بدءاً من الاعتناء بالنفس والجسد إلى الاعتناء بمن حولك.
وقد أسعدني اهتمام الحكومة السورية بمتابعة شؤون امتحانات التعليم الأساسي والثانوي مؤخراً، ولتكن الإجراءات اللاحقة فحصاً متعمقاً لإجابات الطلبة في التربية الوطنية، والسؤال أيضاً؛ إن كان هناك متسع وحصة للاهتمام بتطوير مناهج وأساليب تدريس التربية الوطنية والسياسية؟.
ما أتمناه هو الوصول بالمواطن إلى نقطة الاقتناع بأن السياسة لا تعني أنك مستهدف.. ميادين السياسة كثيرة، يغلب على الشك في ذاتك بالانتماء إلى الأمة التي تنتظرك.

كاتب اردني

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار