كيف نتعامل مع المتغيرات المناخية زراعياً ومائياً ؟
محمد فرحة
تواجه برامج التنمية الزراعية والاقتصادية والمائية منذ سنوات تحديات ملحة بسبب النمو السكاني والحاجة إلى المزيد من تعزيز الاقتصاد، ما يجهد البنية التحتية والقدرات المؤسساتية وبالتالي الموارد الطبيعية والمياه على وجه الخصوص.
حيث بدأنا نشاهد غياب جزء من الغطاء النباتي وانقراض بعضه ، ولم يقتصر الأمر على مناطق الاستقرار الرابعة والخامسة بل بدأ يضرب بالمناطق الأولى والثانية وهكذا .
الدكتور محمد منهل الزعبي مدير البحث العلمي للموارد الطبيعية في الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية يقول:
طبعاً المتغيرات المناخية تضافرت واشتدت خلال الأزمة التي يمر بها البلد ، ما أدى إلى تدهور الغطاء النباتي ، ليس في مجال البادية فحسب وإنما في مجال مناطق الاستقرار الأولى أيضا كمنطقة الغاب مثالاً، فغابة الدردار السوري وهي الغابة الوحيدة في الوطن العربي تدهورت بشكل كبير خلال الأزمة مترافقة مع المتغيرات المناخية وقلة الواردات المائية.
مشيراً إلى أنه تم رفع كتاب إلى وزارة الزراعة لتحويلها إلى محمية حراجية والحفاظ عليها ، وكذلك موضوع النباتات المهددة بالانقراض حالياً تتدهور وتتلاشى نتيجة تسارع المتغيرات المناخية التي تمر بها المنطقة كلها وليس سورية لوحدها .
وعن دور البحوث العلمية الزراعية حيال ذلك قال الدكتور منهل : دورنا أن نحافظ على هذه الأنواع ونعيد زراعتها في مواقع ملائمة لها حماية للغطاء النباتي ، أما ما يتعلق بالبادية ونباتاتها الرعوية فقد قدمنا للوزارة لإعادة تأهيل الغطاء النباتي وحصاد المزيد من المياه ، وضرورة رسم خرائط خاصة بالبادية للتكيف مع المتغيرات المناخية ، كما نقوم بالتعاون مع منظمة الفاو لإدارة الري والموارد المائية على مستوى الحقل من خلال رفع كفاءة استخدام المياه في السدود ووضع الاحتياجات المائية المتاحة في السدود ورفع الاحتياجات المائية لكل محصول في كل منطقة .