الموهوبون في ذمة الخاص؟

إذا لم يكن الهدف هو الإنسان.. كرامته، رفاهيته، أمنه، وحاجاته.. فما حاجتنا إلى التنمية وما قيمة صناعة الحياة ؟.. الاستثمار في الإنسان بات أمراً واجباً في “رؤية المستقبل” فهو هدف التنمية لأنه الأهم بين كلِّ الاستثمارات، والاستدامة في هذا المجال هي أيضاً ثابت من الثوابت التي يجب أن نشير إليها ولاسيما للقطاع الخاص وفي كل إستراتيجية وفي كل قرار وفي كل خطوة نحو التنمية الشاملة .
وعندما تفوز المواهب السورية من اليافعين الشباب بمراكز أولى وأخرى متقدمة في مسابقات ودراسات وتحصد الأولمبياد والمسابقات العلمية، فهذا في الواقع يعكس طموح الوطن والمواطنين نحو اعتلاء أعلى المنصات العالمية، وتؤكد ضرورة الاهتمام بمسار بناء الحياة مع شعب كريم ومبدع وجبار وعظيم.
النجاحات التي تحققها المواهب السورية في مختلف الميادين الثقافية والرياضية والعلمية والأدبية والفكرية والصناعية.. تؤكد حقائق موجودة على الأرض، في مقدمتها وجود الكفاءات الوطنية الواعدة في كل المجالات، بما في ذلك ميدان الابتكار المليء بالأفكار، والذي يحتاج إلى تربة وبيئة مناسبتين ليكبر ويزدهر وقد أثبت الإنسان السوري على مرّ العصور وفي معظم المناسبات، أنه يتمتع بكفاءات ومهارات عالية، هي في الواقع أساس لمسار الحضارة والتنمية والبناء الاقتصادي، كما أنها الثروة الوطنية الحقيقية، التي تكفل في النهاية النجاح لكل مسار يستهدف مستقبلاً مزدهراً واعداً منتجاً قوياً للبلاد، بما يليق بقدرات وطموحات الناس والوطن .
وبذلك، فإن ما نأمله من إصلاحات وريادة وتميز في الأداء والمستقبل مرهون بمدى رعاية هذا الجيل من الشباب والرواد وعقول الأبناء والبنات ، وتحفيزهم على بناء مستقبلهم في وطنهم مع عائلاتهم وأصدقائهم وأحبابهم .
إن ما يجري في الواقع مؤلم إلى حدٍّ كبير، فطلاب الجامعات لا يكادون يجدون فرصاً حقيقية لمتابعة تحصيلهم العلمي والأكاديمي إلّا عبر قنوات خاصة تتطلب ما ليس في طاقتهم وطاقة أهلهم باستثناء عدد محدود ممن تتاح لهم الفرص بالحصول على مقعد للدراسات العليا في الجامعات الحكومية وماذا عن آلاف الخريجين.. الكل يفتش عن فرصة لصنع الحياة وثمة من يتلقفهم في الخارج! واليوم لا نتوجه للحكومة بل إلى القطاع الخاص الذي لم يقم حتى الآن بدوره المفترض تجاه الموهوبين من خلال تشجيعهم، واحتوائهم، وتوفير الدعم الحقيقي لهم عبر التدريب والتطوير، واستغلال الإمكانات الاستثنائية.
كما أن الجامعات هي الأخرى لم تقدم مبادرات مؤثرة على صعيد الموهوبين، رغم أهمية دورها وضرورة وجودها بفاعلية في هذا الشأن، لكونها الأساس الذي يبني أجيال المستقبل، وبالتالي فإنه ينتظر منها مواكبة هذه النجاحات وتبنِّي المبدعين وتقديم كل ما من شأنه تأهيلهم واستثمارهم بالشكل الأمثل لمصلحة الوطن.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار