“حسبنا الله ونعم الوكيل” ، هذا ما يردده كل مواطن مغلوب على أمره أمام هول ما يحصل في أسواقنا المحلية من غش وتزوير وعمليات نصب تقف وراءها نفوس ضعيفة من أهل التجار والمتحكمين بمفاصل عملها , مستغلين حاجة المواطن لأبسط مقومات معيشته اليومية في ظل ظروف صعبة لم نألفها منذ عقود مضت, أمام حالة ترد في الواقع الرقابي وتراجع مقومات الحمايةّ!
كل ذلك يضعنا أمام حالة من عدم الاستقرار وفقدان الثقة بكل الإجراءات , وما هو مطروح في أسواقنا المحلية من منتجات وسلع سواء المستورد منها أم المنتج محلياً أو سلع أخرى تدخل أسواقنا بصور وأساليب مختلفة أبطالها تجار قدموا أنفسهم منقذين للسوق والمواطن على السواء مع حالة امتنان في توفير المواد لقاء أسعارهم الخيالية التي ترهق جيوب المستهلكين وتكسر محرمات أسواقنا, لدرجة أن الحالة التي يعيشها المواطن مع هذا الواقع جعلته يفقد الثقة بكل شيء , حتى منتجات القطاع الحكومي التي تطرح في الأسواق حيث تفتقد أدنى شروط الصحة والقليل من الجودة المطلوبة لتظهر بمظهرها الجيد!
والأخطر حالات التزوير في المنتجات ومجهولية مصدرها , وما أكثرها ومن يريد التأكد لا يحتاج لبذل جهد لأن أسواقنا كيفما اتجهت تجدها ترافقها استغاثات تلفظها سلعنا الوطنية رافضة كل ما هو مغشوش ومزور , و”منتفضة” في وجه ضعاف النفوس من تجارها!
أسئلة كثيرة يحملها هذا الواقع المر لأسواقنا , أهمها من يتحمل مسؤولية دخول هذه المنتجات إلى الأسواق , وكيف دخلت , ومن قدم التسهيلات , وأين دور الجهات المعنية بإصدار الصكوك التجارية والرقابية , ومن منحها إذن الوجود على موائد المواطنين, والأهم أين رقابتنا وعيونها الثاقبة وأدواتها الرهيبة في عمليات الضبط والمنع ..!؟
ما نعانيه نحن المواطنين هو “حيرة ” كبيرة في عمليات الشراء للمواد سواء الغذائية منها , أم السلع الأخرى المرتبطة بالحاجات المعيشية , لأن تجارنا لم يتركوا نوعاً منها إلا وطالته يد الغش والتزوير بقصد الكسب والثراء على حساب الوطن والمواطن , وكأن أسواقنا ملك تجارنا وحدهم , “مسيطرين ومقتدرين” , وآخر همهم “عيشة” مواطن أقل مقوماتها “مكفي حالوا” مع شكر وامتنان لأهل الرقابة ومن لف لفيفهم من أهل القرار والحماية وتأمين الحاجات , لينتهي الأمر بحلم يصعب تحقيقه هو حياة كريمة وأسواق نظيفة , ورقابة عادلة , ونحن بالانتظار!؟
Issa.samy68@gmail.com
سامي عيسى
164 المشاركات