هل تكفي الآمال لعودة زراعة القطن والذرة الصفراء وعباد الشمس إلى سهل الغاب ؟
يتناول المعنيون اليوم باهتمام العودة لزراعة القطن والذرة الصفراء وعباد الشمس بحثا عن أمل لإحياء الزراعات الصناعية الغذائية والتحويلية ، في ظل توقف شركات الزيوت عن الإنتاج نظرا لعدم توافر بذار القطن بعد حلجه ، وغياب الذرة الصفراء وعباد الشمس ، الأمر الذي أدى إلى توقف المحالج وشركات الزيوت.
إن عودة زراعة هذه المحاصيل لا يكفي طرحها من المعنيين بزراعتنا لتصبح قاب قوسين أو أدنى كما يتصورون ، فالنيات الطيبة لا تطعم خبزا إن لم تكن مقرونة بالفعل ، والفعل هنا هو توفير مستلزمات نجاح هذه الزراعات .
يقول حافظ سالم رئيس اتحاد فلاحي حماة: إن زراعة القطن والذرة الصفراء وعباد الشمس كانت مزدهرة في سهل الغاب، وخاصة الذرة وعباد الشمس حيث كانا يزرعان تكثيفيا أي بعد محصول القمح .
وتابع: كيف سنزرع القطن إن لم تبق له مساحات وأتحدث هنا عن سهل الغاب ، فالمساحات التي زرعت هذا العام كانت بدلا من المساحات التي ضربها الصقيع وكانت مزروعة بالشوندر، وهل يتصور المعنيون أن ٢٥٠٠ ليرة سعر شراء كيلو القطن مربح للفلاح ، فسعر كيلو القطاف ليس أقل من ٥٠٠ ليرة وقد يتعدى ذلك ، فضلا عن أن ليتر المازوت تم شراؤه بالسعر الحر ب١٧٠٠ ليرة لتأتي بعد ذلك أجور النقل .
أما بخصوص العودة لزراعة الذرة الصفراء وعباد الشمس فلها كلام آخر فإذا كنا عاجزين عن تأمين المحروقات للمحصول الأهم والأغلى والذي يشغل العالم وهو القمح فكيف بنا أن نوفرها لعباد الشمس والذرة الصفراء وذلك حسب تساؤل سالم. . فمحصول القمح اليوم بالكاد نستطيع توفير المياه له فكيف سنؤمنها للقطن الذي يحتاج من ٧ إلى ٨ ريات وفقا للظروف المناخية ونوع التربة ؟
ورأى سالم انه لإعادة زراعتنا إلى ما كانت عليه لابد من تأمين مستلزماتها بشكل يسير والقصة تبدأ من التسعير المحفز والمغري للفلاحين ويأتي بعد ذلك تأمين الطاقة، حيث إن معظم الآبار تعمل عبر ذلك أو توفير المازوت بسعر مدعوم ومن ثم الأسمدة وتسويق المنتج بكل سهولة ويسر، أما غير ذلك فمن زرع القطن هذا العام قد لا يزرعه العام القادم ما لم تتغير الظروف والمعطيات نحو الأفضل، عندها يمكن زراعة كل المحاصيل من القمح والقطن وصولا إلى الذرة الصفراء وعباد الشمس .