“أعطِ الخباز خبزه ولو أكل نصفه” ما هي القصة وراء هكذا مثل؟
يقال، إن القصة وما فيها، في غابر الأزمان ياسادة يا كرام، كان هناك خباز عجوز وعنده صانع شاب محط ثقة وائتمان، ومع تداعيات المرض والشيخوخة على الخباز العجوز سلم أمور المخبز للشاب ليعمل فيه بذمة وأمانة، واستأمنه ألا يسرف بالعجن كي لا يكون عنده أي فائض بالخبز…
ومع استلام الشاب للمخبز أعاد حساباته وجرد عوائل القرية والكمية التي تناسبها حسب عدد أفراد العائلة، وفي خضم حساباته وجرده، وجد أن عائلة الخباز العجوز مؤلفة من فردين، فقط الخباز وزوجته، أي إنهم لايحتاجون إلا لرغيفين والأربعة أرغفة التي كانت حصتهم كبيرة عليهم، فصار يرسل لهم رغيفين فقط كل يوم.
وبعد شهور وأيام، ذهب الخباز الشاب ليتبضع ويشتري دجاجاً، لكنه تفاجأ بخلو سوق القرية من الدجاج وعند سؤاله السبب، تبين أن المورد للدجاج كان بيت الخباز العجوز، ومع حساباته التوفيرية قل في بيتهم الدجاج الذي كان يأكل بقايا الخبز لعدم قدرتهم على شراء الحنطة والشعير وإطعامه للدحاج.. لذلك كان المغزى من الحكايا (أعطِ الخباز خبزه ولو أكل نصفه) وهذه القصة بمغزاها، لن تنفع كإسقاط على حكايتي التي سأرويها عن دوار الكراج الجديد في طرطوس ولن تخدمنا إلا في صياغة المثل، حيث الخباز هنا، كان مهندسو الدوار الذين ومع بداية ورشتهم وضع البلوك الحدودي للدوار، اشتكى السائقون من الحجم الكبير للدوار الذي لايخدم الشارع، لا بل يشكل اختناقاً مرورياً، إلا أنه لا حياة لمن تنادي، فالخباز أدرى بماهية الشكل الهندسي وطول القطر الدائري والمنحنيات وتم التنفيذ.. وتم بالفعل الاختناق المروري، فما كان من المعنين بعد شهور من التنفيذ إلا التعديل والاستعاضة عن الشكل الدائري بدوار بيضوي أقل حجماً، فهلل الشارع للاستجابة لمطلبهم وهيهات لو كانت قبل الإنشاء وتكلفة التعمير، واليوم لازال بقايا الاستياء على المثلث التابع للمنصف المقابل للدوار، فهل سيكون الخباز على أهبة التعديل اللازم لإحياء الدوار دون شكوى أو حوادث اختناق؟
فالخباز في الحكاية المأثورة أكل نصف الخبز وسهل حركة السوق بالدجاج، فيما مهندسو دوار الكراج في طرطوس أكلوا نصف الدوار وأعاقوا حركة المشاة والمركبات على أعين الشكاوى ونصوص الاستياء لنية وغاية يرجعها الشارع لمقولة وحيدة خباياها “جزدان”.