الدراما وجدل المحتوى
استطاعت الدراما السورية عبر سنوات أن تثبت حضورها في المحطات المحلية والعربية, وذلك من خلال إبداع الممثل السوري وتميّز كوادر العمل من مخرجين وفنيين وغيرهم.
إلّا أنَّ اللبنة الأساسية تكمن في النص أو السيناريو الذي يحمل أفكاراً وقصصاً منها ما يلامس الواقع, ومنها ما يكون أقرب إلى المبالغة في الأحداث, ومسار الشخصيات عبر الحبكة الدرامية.
هذا العام شاهدنا كثافة إنتاج لمسلسلات محلية، تسبب البعض منها بجدلٍ عبر وسائل التواصل الاجتماعي بسبب الشخصيات السلبية التي طغت على أحداث العمل, ومنها ما مرَّ ويمرُّ مروراً لطيفاً مسلياً.
الدراما بلا شك تعدُّ المنبر الأكثر انتشاراً وتأثيراً على المجتمع, وتالياً فإن مسؤولية كتّاب السيناريو أن يكونوا أكثر دقة في تحديد مسار الشخصيات, وأن تكون الأخيرة السلبية منبوذة ويجب أن تكون لها نهايات رادعة, وألّا نقدم الشخصية السلبية بقالب محبب للمتلقي أو نكررَ عبارات لتبرير الأفعال المشينة حتى لا تكون مبرراً للغير، وأن تكون الشخصيات الإيجابية لها الدور الأهم والأقرب لعقل وتعاطف المتلقي, وأن تكون النتائج دائماً لصالح القيم والمبادئ التي يجب أن نكرّسها بالمجتمع عبر الناقل لها, وهو الشخص الإيجابي بالعمل الدرامي.
وهنا نؤكد على إشراف وزارة الإعلام على أي محتوى يقدم للإنتاج والتشدد في ذلك، وإجراء مسابقات لتقديم نصوص نوعية توثق على سبيل المثال بطولات جيشنا وصمود شعبنا، وعلى شركات الإنتاج أن تتعاون، فمعظم هذه الشركات تهدف للتسويق والربح عبر إنتاج أو تبني أعمال تجد لها أسواقاً في بورصة الدراما, وهذا على حساب المحتوى النوعي الذي يفترض أن يقدم.
لا ننكر أن هناك أعمالاً مهمة قُدِّمَت، لكن الأهم أن نسعى لتكريس المبادئ والقيم المجتمعية الجيدة وتوثيق مراحل هامة, فالفن رسالة ويجب أن نحسنَ تقديم هذه الرسالة.