الأكاذيب الغربية التي يتم تسويقها عبر المنابر الدولية للتأثير في الرأي العام العالمي والمترافقة مع شعارات تضليلية رنانة لاستمالته نحو تأييد الأهداف المشبوهة، لم تعد تنطلي على أحد، خاصة أن التجارب المتكررة أوصلت المتابع إلى قناعة مفادها أن الرؤى التي تطرح بشأن إدارة الملفات أو الأزمات المفتعلة أغلبها مسيّسٌ ويخدم فئة مهيمنة دون سواها، وهي بعيدة كل البعد عن القواعد الأخلاقية والقانونية التي يفترض وجودها في العلاقات الدولية.
الغرب لم يدخر مجالاً يحقق من خلاله أطماعه ويعزز هيمنته إلا واستغله أبشع استغلال، حتى وصل به الأمر إلى افتعال أزمات وإثارة القلاقل في أي مكان يريد ليجد لنفسه فرصة للانخراط فيها لغاياته الخبيثة التي باتت معلومة ومفهومة لكثرة تدخلاته السافرة في شؤون الدول وارتكاباته غير القانونية لخدمة أهدافه العدوانية التوسعية وتحقيقاً لأطماعه التي لا تتوقف عند حدود المكان والزمان، مستخدماً في ذلك كل أنواع الحروب: بالوكالة أو الأصالة، الصلبة، والناعمة، وتغذيتها بمختلف أنواع أسلحة الإجرام والإرهاب!
والأمثلة على الحروب التي يشنها الغرب والأزمات التي يفتعلها لا تعد ولا تحصى، بدءاً من منطقتنا العربية، في فلسطين والعراق وسورية واليمن وليبيا وغيرها من الدول العربية، وفي مختلف الأصقاع من أفغانستان إلى دول أمريكا الجنوبية إلى تايوان وشبه الجزيرة الكورية وليس انتهاء في الدول المتاخمة لحدود روسيا وبينها أوكرانيا.
والأنكى من ذلك، أن مسؤولي الغرب يتحدثون عن “الديمقراطية وحقوق الإنسان”، وهم أكثر وأشد المنتهكين لها، ورغم ذلك لم ينسوا تسييسها بشكل مريب وخطير في كل مكان، ولاسيما في سورية وروسيا، لاستخدامها أداةً للضغط السياسي وتعزيز هيمنة الغرب وتحقيق أطماعه، بيد أن مراميه العدوانية أخفقت مع تعرية أضاليله وافتضاح نفاقه، بالتزامن مع سياساته العدوانية تجاه الدول ذات السيادة وممارساته الإجرامية بحق الإنسان والإنسانية المثبتة بالدلائل والوثائق، وانكشافها أمام الرأي العام العالمي.
على أي حال، سيدفع الغرب ثمن ما اقترفته يداه بحق الدول والشعوب عاجلاً أم آجلاً، فمهما راوغ لابدّ أن يأتي اليوم الذي فيه سيُقتص من الفاعل إزاء فعلته، والتاريخ خيُر شاهدٍ على هذا القصاص.
وضاح عيسى
4359 المشاركات