مهرجان سوق الخير في جبلة بحاجة لتدخل إيجابي

خرجت أم محمد من مهرجان سوق الخير في مدينة جبلة، وهي تتمتم بأنه “ما الفائدة من إقامة سوق لا تتوفر فيه المواد الأساسية”، لتوضح ل”تشرين” أنها قصدت السوق أساساً لشراء الزيت النباتي، وذلك بعد أن سمعت أنه يباع بسعر 14 ألف ليرة.

وأضافت: أكثر من ساعة ونصف وأنا أبحث في المحال التجارية عن عبوة زيت نباتي لكن من دون جدوى، بحجة أنه غير متوفر، مستدركة: باستثناء بعض المحال التي يوجد فيها زيت نباتي “صويا” بسعر ١٦ ألف ليرة.
بدوره، قال نادر حسن وهو يهم أيضاً بالخروج من السوق: كما العادة تتوفر المواد أثناء الافتتاح وبحضور المحافظ، لتختفي فور مغادرته المكان، مضيفاً: التجار لن يتركوا الزيت بل يشتروه ويحتكروه أو يبيعوه بسعر يتراوح بين ١٨-٢٠ الف ليرة، كما هو واقع الحال.
وبرأيه أنه كان الأجدى بالجهات المعنية أن تزوّد صالات السورية للتجارة بالزيت النباتي وبيعه بموجب البطاقة الذكية، بدلاً من استحواذ التجار عليه، وعدم توفره في صالات “السورية”.
داخل سوق الخير، المقام في بناء سينما الفردوس بمدينة جبلة، الإقبال خجول جداً، وأغلب من يقصده يكتفي بالسؤال عن الأسعار، أو بشراء مادة واحدة أو مادتين. أحد المواطنين قال: “صيت” السوق أكبر من حجمه، وإن تأثيره، في التدخل الإيجابي للتخفيف عن المواطنين إزاء الارتفاع الجنوني للأسعار، ضئيل جداً، باستثناء فرق واضح بين سعر البرغل داخل السوق وخارجه.
فيما انتقد مواطن آخر، الأسعار التي قال إنها لا تختلف عن أسعار الأسواق، بل أن هناك مواد تباع في الأسواق بسعر أرخص من سوق الخير، مدللاً بأن عبوة الحلاوة وزن ٤٠٠ غرام تباع في سوق الخير ب٤٨٠٠ ليرة، فيما تباع بالأسواق بسعر ٤٥٠٠ليرة، بالإضافة لأنواع من المربيات.
الرأي نفسه، شاطرته إياه سيدة أشارت إلى أن سعر عبوة الكلور بسوق الخير ١٧٠٠ ليرة فيما يباع بالمحال١٥٠٠ ليرة، مشيرة إلى أن التدخل يجب أن يكون بالمواد الأساسية وغير المتوفرة كالزيت النباتي، بالإضافة إلى تخفيضات “محرزة” ببقية المواد.
ولفتت إلى أنه بعد انقطاع يومين تم تزويد السوق بزيت نباتي ٤ ليتر، متسائلة: هل ميزانية المواطن “المعتر” تسمح له بشراء ٤ ليتر زيت دفعة واحدة؟.
بدوره، قال رئيس شعبة حماية المستهلك في جبلة محمد علشة ل”تشرين”: تم تزويد مهرجان سوق الخير بتشكيلة متنوعة من المنتجات الغذائية والاستهلاكية وذلك بمشاركة ٢٠ شركة وطنية تقدم منتجاتها بأسعار تقارب حدود التكلفة، وأقل من الأسواق بنسبة تتراوح بين ١٠-١٥%.
وأشار علشة إلى أنه يتم تزويد مهرجان سوق الخير بالزيت النباتي حسب الكميات الواردة من المعمل، مبيناً أنه من المقرر أن يتم تزويد السوق اليوم ب٢٠ طرد زيت نباتي ١ ليتر.
بين لسان حال المواطن، ولسان الجهات التموينية، هوة تتسع لأن يدخل تجار السوق على خط ضعف القدرة الشرائية للمواطن، ويستبيحوا التدخل الإيجابي ويجيروه لمصلحتهم في “التكويش” عليه، بدلاً من مصلحة المواطن الذي لا يزال يبحث عن حاجاته الأساسية اليومية بسعر مناسب يتناسب مع ميزانيته الشهرية التي لا تتحمل شراء ٤ ليتر زيت نباتي دفعة واحدة!.