مبادرات لمكافحة المضاربة بأسعار السلع الغذائية العالمية
مع ارتفاع أسعار السلع الغذائية إلى مستويات قياسية بادرت العديد من الدول بإجراءات لإطلاق مبادرات تهدف إلى التخفيف من حدة النقص في المواد الغذائية في الدول الأكثر عرضة ومكافحة المضاربة.
حيث بلغت أسعار المواد الغذائية في العالم في مارس “أعلى مستويات سجلتها على الإطلاق” في ظل الأزمة في أوكرانيا التي بلبلت أسواق الحبوب والزيوت النباتية، حسب ما أعلنت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو)، ووسط تواصل أسعار المواد الأولية الزراعية مثل القمح ودوار الشمس والذرة الارتفاع مع استمرار الأزمة بين المصدّرين الرئيسيين لهذه المنتجات في العالم، والذي يهدد المحاصيل المقبلة أيضاً.
وكان مؤشر “فاو “الذي يتابع التطور الشهري في الأسعار الدولية لسلة من المنتجات الغذائية الأساسية، حطم مستواه القياسي منذ إنشائه عام 1990، قبل أن يسجل زيادة بنسبة 12,6%.
ونتج الارتفاع الحاد عن مؤشر فاو للحبوب الذي سجل زيادة بنسبة 17,1% عن شهر فبراير “تحت تأثير الزيادات الكبيرة في أسعار القمح وكل الحبوب الثانوية”.
ويفسر شل عمل بعض الموانئ الأوكرانية في البحر الأسود خامس مصدر للقمح في العالم، هذا المستوى القياسي التاريخي للأسعار وهذه الزيادة .
ومع اندلاع الأزمة أغلق بحر آزوف أمام الملاحة، ما أعاق حركة التصدير .
من جهة أخرى، سجلت أسعار الذرة أيضاً زيادة شهرية بنسبة 19,1 % لتبلغ مستوى قياسياً، وكذلك أسعار الشعير والذرة البيضاء، بحسب تقرير الفاو لشهر مارس.
وما يساهم أيضاً في زيادة أسعار المواد الغذائية الزيوت النباتية التي سجلت حسب مؤشر فاو “زيادة بنسبة 23,2% على وقع ارتفاع أسعار زيت دوار الشمس”،
وفي الوقت نفسه، سجلت زيادة كبيرة في أسعار زيوت النخيل والصويا والكولزا التي يستعيض الصناعيون بها “تحت تأثير زيادة في الطلب العالمي على الاستيراد نتيجة انقطاع الإمدادات من زيت دوار الشمس”.
كما حذرت الفاو بأن المجاعة قد تتفاقم في مناطق الساحل وغرب إفريقيا، وهي مناطق تعتمد بشكل كبير على واردات الحبوب من روسيا وأوكرانيا، لتطول 38,3 مليون شخص بحلول يونيو ما لم يتم اتخاذ التدابير المناسبة.