هل نعود إلى اقتصادنا الحقيقي!
تثبت الأحداث العالمية الجارية حالياً أن مصطلحات العولمة والاندماج في الاقتصاد العالمي وإبعاد الدول عن التدخل في اقتصادياتها وتركها فريسة للمنافسة الحرة ما كان إلا كذبة كبيرة سوقتها الشركات متعددة الجنسيات لضمان السيطرة على الشعوب وإفقارها وتركيعها..
فإذا نظرنا إلى الدول المستقرة حالياً نجد أنها تلك التي صانت عناصر إنتاجها وحافظت على الإنتاج الاقتصادي الحقيقي، فحمت زراعاتها ومنتجيها في جميع المجالات ولم تنسق خلف أحلام التجارة الحرة وهذا ما ضمن احتياجات شعوبها وابتعدت عن مفهوم “النيوليبرالية” الذي فرضته الولايات المتحدة المتمثلة بالتركيز على اقتصاد الخدمات لاسيما الخدمات المالية.
وحتى الدول الأوروبية نادمة الآن لتخليها عن صناعتها ونقلها إلى دول العالم الثالث لتصبح منكشفة صناعياً وغذائياً للدول التي حافظت على اقتصادها الحقيقي ..
أما بالنسبة لاقتصادنا فنحن إلى فترة قريبة كنا نمتلك جميع مقومات الاقتصاد الحقيقي لكن بعض السياسات “الانفتاحية” والحرب الكونية علينا أفقدتنا الكثير منها رغم بقاء ما يمكننا من إعادة إحياء البنى التحتية لزراعتنا وصناعاتنا وذلك شرط إعادة صياغة تفكيرنا الاقتصادي على أسس تمكننا من تحقيق مفاهيم الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي.
هذا التفكير يجب أن ينطلق من دعم زراعتنا وصناعاتنا بكل ما يلزم وحمايتها والابتعاد عن الاقتصاد الريعي الخدمي وجعله في المراتب الأخيرة من اهتماماتنا ومازال لدينا وقت لكنه محدود و هذا يتطلب صهر جهودنا جميعاً حكومة ومواطنين وفعاليات اقتصادية في بوتقة واحدة هدفها عودة عجلة اقتصادنا الحقيقي إلى الدوران بشكل فعال .