تتكشف يوماً بعد يوم الأهداف الخفية والخبيثة التي خططت لها أمريكا من عملية إثارة التوترات في أوكرانيا أولاً ومن ثم تصعيد الوضع فيها وهو ما دفع روسيا إلى الرد على تلك الاستفزازات والقيام بعملية عسكرية خاصة تهدف بشكل أساسي إلى حماية الأمن القومي
الاستراتيجي الروسي.
إن المتابع لتطورات الأحداث في أوكرانيا يستنتج أن الولايات المتحدة هي التي أدارت هذه الأزمة وهي التي أجبرت الدول الأوروبية على الاندفاع وراء الموقف الأمريكي المؤيد لأوكرانيا والمعادي لروسيا دون أن تفكر تلك الدول في ثمن وعواقب ذلك على الشعوب الأوروبية وخاصة لجهة ارتفاع التضخم والأسعار وهو ما يعني من جانب آخر وفق مسؤول روسي أن الدول الأوروبية سقطت في خدعة كبيرة حاكتها واشنطن لتحقيق جملة أهداف سياسية واقتصادية كثيرة ومتعددة الأشكال ، أو كما يقال ضرب عدة عصافير بحجر واحد .
من المؤكد أن أمريكا لم تكن تنوي منذ البداية الدخول في حرب عسكرية مع روسيا وأبدت عدم استعدادها للقتال المباشر إلى جانب أوكرانيا كون الأخيرة ليست حليفة لها وليست عضواً في حلف الناتو وإنما كانت تريد بالدرجة الأولى استغلال العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا لفرض عقوبات اقتصادية مشددة على موسكو الغاية منها ضرب العلاقة الاقتصادية بين أوروبا وروسيا ووقف تصدير الغاز والنفط إلى أوروبا وبالتالي الاستحواذ على السوق الأوروبية لتصدير النفط الأمريكي ومختلف المنتجات الأخرى التي حظر على موسكو تصديرها الى أوروبا وبالتالي إحكام السيطرة على أوروبا من الناحية الاقتصادية والتجارية .
كما تهدف أمريكا من تلك العقوبات إلى التأثير على الاقتصاد الروسي وإضعافه وهي سياسة تتبعها واشنطن دائماً لاستهداف الدول المنافسة لها وخاصة في المجال الاقتصادي كما بالمقابل تهدف أمريكا الى إنعاش سوق الأسلحة وتحقيق أرباح هائلة من خلال تصدير الشحنات الكبيرة الى الدول الأوروبية ومنها أوكرانيا ومن أهدافها أيضاً إغراق أوروبا باللاجئين والمهاجرين من أوكرانيا .
من المعروف أن روسيا وأوكرانيا تعتبران من الموردين الرئيسيين للحبوب فى السوق العالمية وفرض العقوبات على روسيا سيؤدي الى حدوث أزمة غذاء حادة في العالم وخاصة في الدول الفقيرة كدول افريقيا حيث حذرت قبل أيام منظمات إغاثة من أزمة غذاء حادة غرب افريقيا كما تنذر بأزمة اقتصادية عالمية على غرار الأزمة التي حدثت عام 2008 لاشك أن الأزمة في أوكرانيا ومهما كانت نتائجها ستؤدي وفق محللين إلى تغيير طبيعة العالم كما نعرفه سياسياً واقتصادياً وإعادة صياغته وتوجيه مقدراته ضمن نظام دولي جديد وهذه هى الحقيقة وراء الموقف الأمريكي والغربي من الوضع في أوكرانيا والذي تحاول أمريكا استغلاله لإضعاف فرص الاتحاد الروسي في العودة مجدداً كقوة عظمى فى نظام دولي جديد متعدد الأقطاب وعزل روسيا دولياً .
محمد جاسم
13 المشاركات