خلافات بين دول «ناتو» بشأن التعامل مع روسيا
يبدو أن الانقسامات حول إدارة المرحلة المقبلة من الأزمة الأوكرانية بدأت تطفو على السطح بين دول حلف شمال الأطلسي «ناتو»، على الرغم من التوافق الأمريكي- الغربي العلني لضخ المزيد من الأسلحة والعتاد لدعم نظام كييف والكتائب الن*ازي*ة التابعة له.
صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية وفي تقرير لها كشفت عن وجود خلافات حادة في الرأي حول طريقة التعامل مع روسيا موضحة أن دول «ناتو» منقسمة حول أفضل طريقة لإدارة المرحلة المستقبلية من الأزمة الأوكرانية التي يمكن أن تدوم طويلاً وتتبعها فترة من الغموض.
وأشارت الصحيفة إلى أن الخلافات بين أعضاء الحلف تراوحت بين إصرار عدد من دوله مثل بولندا ودول البلطيق على قطع العلاقات مع موسكو والاستمرار في محاولات عزل روسيا فيما ترغب بلدان أخرى أبرزها فرنسا وألمانيا بإبقاء قنوات الاتصال مفتوحة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين غربيين بارزين لم تكشف عن هويتهم قولهما: إن أعضاء الحلف في وسط أوروبا، مثل بولندا ودول البلطيق، يصرون على قطع العلاقات مع موسكو تماماً وبذل جهود من أجل “إخضاع روسيا”، وتتخوف هذه الدولة، وفقاً للصحيفة، من أن أي نتيجة للصراع قد يقدمها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كانتصار سيلحق ضرراً خطيراً بأمن أوروبا على حد قولها.
ورغم المساعدات العسكرية الضخمة التي أرسلتها الولايات المتحدة والغرب إلى أوكرانيا إلا أن المسؤولين اعتبروا أن كييف ستحتاج أسلحة مختلفة للمرحلة المقبلة من الأزمة بما في ذلك مدفعية بعيدة المدى وطائرات من دون طيار مسلحة وأكثر تطوراً من التي تم إرسالها سابقاً وذلك في مؤشر واضح على نية الغرب مواصلة تصعيد الأوضاع قرب الحدود مع روسيا.
ولفتت الصحيفة إلى أن أعضاء آخرين في الحلف لا يثقون بإمكانية إخضاع روسيا بسهولة ويتوقعون أن تكون نتيجة الأزمة فوضوية، أي وقف إطلاق نار منهك وليس انتصاراً مدوياً على حد تعبير الصحيفة، مبينة أن التوافق الذي يجمع دول «ناتو» هو أن روسيا لم تعد شريكة إستراتيجية ولذلك لم يعد يتعين على الحلف الالتزام بالقيود المفروضة على تواجده العسكري في أوروبا بموجب الوثيقة الأساسية المبرمة بين الطرفين عام 1997 وينبغي تعزيز مواقع الحلف العسكرية.
وأشارت الصحيفة إلى أن التوافق الآخر الذي يجمع دول «ناتو» هو الاستمرار بدعم كييف عسكرياً وقد سارعت معظمها إلى إرسال أسلحة قاتلة إلى أوكرانيا بما فيها دبابات ومدرعات تعود إلى حقبة الاتحاد السوفييتي.
الصحيفة أوضحت أن كمية العتاد والمعدات التي تصل إلى أوكرانيا ما زالت طي الكتمان وسرية لكن مسؤولون يقولون إن التدفق العام لها ضخم للغاية.
وتواصل الدول الأوروبية وأمريكا تصعيد الأوضاع العسكرية في أوكرانيا مع تزويد كييف بمزيد من الأسلحة الفتاكة والصواريخ بالتوازي مع فرض إجراءات قسرية أحادية بحق روسيا.